[أمثلة للحديث المرفوع]
المرفوع ما أضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من قول، كالحديث الذي في الصحيحين عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وكذلك ما أضيف للنبي عليه الصلاة والسلام من فعل، كحديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين قال: (قضى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته ثم توضأ فمسح على الخفين)، وحديث ابن عمر: (ارتقى على بيت حفصة فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبلاً بيت المقدس مستدبراً الكعبة)، وحديث الصحيحين عن ابن عباس قال: (بت عند خالتي ميمونة فتوسدت وسادة، فنام النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نام نفخ).
ومثال تقرير النبي صلى الله عليه وسلم حديث عباد بن بشر وعمار بن ياسر عندما رمي عباد بالسهم وصلى وجرحه يثعب دماً، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه سنة تقريرية على أنه يجوز للمرء الملطخ بالدماء أن يصلي، وهذا فيه إشارة إلى أن الدم ليس بنجس، رداً على من يقول: هذا القول بدعة! أيضاً أبو لؤلؤة اللعين البغيض البئيس عندما طعن عمر بن الخطاب صلى وجرحه يثعب دماً، وابن مسعود يقول: كنا نصلي وثيابنا ملطخة بالدماء.
مثال آخر لتقرير النبي صلى الله عليه وسلم: حديث معاوية السلمي عندما صفع الجارية على وجهها وقال: (أريد أن أكفر عن ذلك يا رسول الله فهل أعتقها؟ فقال له: ائتني بها، فجاءت، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على قولها: الله في السماء، فهذه سنة تقريرية على علو الله جل في علاه.
ومثال الحديث المرفوع في وصف النبي صلى الله عليه وسلم حديث أنس: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً)، وقوله: (ما مست يدي ديباجاً ولا حريراً ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فهذا من وصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (ما فعلت شيئاً فقال لي: لم فعلته؟ وما تركت شيئاً فقال لي: لم لم تفعل؟)، ولما سئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: (كان خلقه القرآن)، فهذا من يصف خلق النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً حديث المرأة التي وصفت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان أبيض مليحاً) أو (كان أكحل العينين)، وفي حديث آخر: (وكان أجمل من القمر).
إذاً: الحديث المرفوع لا ننظر فيه للاتصال، ولا ننظر للتدليس، ولا ننظر للإرسال، ولا ننظر للإعضال، ولا ننظر للانقطاع، ولا ننظر في صحته ولا في ضعفه، بل ننظر إلى النسبة، فإن نسب وأسند لرسول الله فهو مرفوع.
فالمرفوع: كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو صفة خلقية، مثل أن يروي مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلاً: (نعم الرجل الصالح ابن عمر لو كان يقوم من الليل).
مثال آخر: حديث ابن عباس: (قام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي فصليت بجانبه الأيسر، فأهوى بيده اليسرى فأخذني من أذني وحركني حتى استدرت فكنت على جانبه الأيمن)، وهذا الحديث في الصحيحين، فهذا الحديث مرفوع.
مثال آخر: حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: (جاءني النبي صلى الله عليه وسلم في ليلتي، فقام من الليل فانسل فارتدى ثيابه ثم خرج، فانسللت خلفه فأسرع فأسرعت خلفه حتى ذهب إلى البقيع، فرفع يديه ونكس -يعني يرفع بيديه وينزل- ثم استدار فاستدرت، فأسرع فأسرعت، فدخل علي فقال: مالك يا عائش حاشية رابية!) ثم بعدما دار الحديث بينه وبينها قال: (أخفت أن يحيف الله عليك ورسوله؟! وقال لها: أخبريني أو ليخبرني العليم الخبير).