والمقطوع اصطلاحاً: هو ما أضيف إلى التابعي أو من هو دونه قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو صفة خلقية أو صفة خلقية.
مثال ذلك: دخل سعيد بن المسيب على ابنته وهي تقرأ: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة:٢٠١] فقالت: يا أبت أما حسنة الآخرة فقد علمناها، فما هي حسنة الدنيا؟ فقال لها: الرجل الصالح للمرأة الصالحة.
فهذا القول أضيف إلى سعيد، فهو مقطوع قولي.
مثال آخر: كان سليمان بن مهران الأعمش شديداً على طلبة العلم، فكان إذا جاءه طالب يطلب الحديث يرسل عليه كلباً عظيماً حتى لا يعطيه الأسانيد ولا الأحاديث.
وفي ذات مرة كسر عليه الباب ودخلت جيوش من طلبة العلم يطلبون منه الحديث، فقال للخادمة: أين الكلب؟ قالت: مات الكلب، فقال: مات الذي كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر! فهذه رواية مقطوعة عن الأعمش، فـ الأعمش تابعي.
مثال آخر: كان مسروق رجلاً عابداً زاهداً ورعاً، وإذا دخل بيته أرخى الستر بينه وبين أهله ثم قام يصلي، فهذا حديث مقطوع فعلي؛ لأنه من فعل مسروق.
مثال آخر: سئل الحسن البصري عن الصلاة خلف المبتدع، فقال: إن لم تجد غيره فصل خلفه، وبدعته على نفسه.
فهذا حديث مقطوع؛ لأننا قطعنا طريقه من الوصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأوقفناه على التابعي أو على من هو دونه.