المسلسل في اللغة: اسم مفعول مشتق من السلسلة، وهي اتصال الشيء بالشيء، ومنه سلسلة الحديد، وسمي بذلك لشبهه بالسلسلة من ناحية الاتصال، فكأن الهيئة واحدة، كل راو شبك بأصابعه فكانت سلسلة واحدة، وكل حلقة كالحلقة التي تليها.
واصطلاحاً: هو الذي نقله كل راو عمن فوقه بصيغة معينة.
يعني: أن الرواة اتفقوا من أولهم إلى آخرهم على وصف معين، أو على حال معين، أو على صيغة معينة، مثلاً: يقول: مالك: أنبأني نافع، ونافع يقول: أنبأني ابن عمر، وابن عمر يقول: أنبأني رسول الله، فهذه سلسلة اتفقت على صيغة الإنباء.
أو يقول: حدثني أو يقول: حدثنا وأنا أسمع من وراء الجدار، مثل النسائي مع شيخه الحارث بن مسكين، وقد كان قاضياً محدثاً فقيهاً ورعاً تقياً زاهداً، وهو مفخرة بحق للمصريين، وكان النسائي دخل عليه بالطيلسان فاستاء منه الحارث وما أجلسه في مجلسه، وكان النسائي يحتاج لحديثه، فكان يجلس خلف الجدار دون أن يراه فيقول: حدثنا وأنا أسمع، فكان يجلس خلف الجدار، ويسمع الأحاديث، وقد عيب على الدارقطني أنه ما كان يقول: وأنا أسمع، في مثل هذه المسألة، وإنما كان يقول: حدثنا ويقصد: القوم، ولذلك أدخلوه في المدلسين.
مثال آخر للمسلسل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر، ثم قبض علي لحيته ثم قال: آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره) ثم جاء الراوي أنس أو غيره فقال: (آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره)، ثم قال الراوي عن أنس أيضاً:(آمنت بالقدر خيره وشره حلوه ومره) وهكذا، فكل راو قال هذه الرواية، فنقول هذه سلسلة قوليه.
والحديث المسلسل منه الضعيف ومنه الصحيح، والغالب على المسلسل أنه ضعيف، والصحيح منه نادر جداً.