[تعريف الحديث المبهم]
قال: [ومبهم ما فيه راو لم يسم].
المبهم لغة: ضد المعلوم.
واصطلاحاً: هو الراوي الذي لم يسم، أي: لم يذكر اسمه، كأن يقال: فقام رجل، أو نقول: في حديث الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه قال: تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار) قال الراوي: فقامت امرأة من سطة النساء، يعني: من أرقى النساء وأرفعهن، هذا هو الراجح؛ لأن عقلها راجح من سطة النساء؛ ولأن الله جل وعلا مدح هذه الأمة وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة:١٤٣].
فهذه المرأة قالت: علام يا رسول الله؟ وسألت عن نقص الدين ونقص العقل، فقال: (امرأة) فهنا تعتبر مبهمة، لأننا لم نعلم من هذه المرأة ولم يذكر الراوي اسمها.
أيضاً: كحديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله فرض عليكم الحج فحجوا، فقام رجل فقال: يا رسول الله أفي كل عام؟) فهذا الرجل أيضاً مبهم.
فالمبهم: هو الذي لم يسم، يعني: لم يتضح اسمه في المتن أو في الإسناد.
أما في المتن فكما مثلنا في المرأة أو الرجل.
وفي الإسناد ينظر في هذا المبهم، إن كان من الصحابة فهذا لا يضر بالإسناد، لأن الصحابة كلهم عدول، كأن يقول مثلاً: تبايع الرجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل هذا من الصحابة، فإذا أبهم فلا ضرر في الإسناد.
لكن إذا كان من غير الصحابة فيضر بالإسناد لجهالة الراوي، فجهالة حال الراوي تضعف الإسناد.
وأما إذا كان في المتن فلا يضعف المتن، ولا يؤثر.
مثاله في المتن: حديث ابن عباس المتقدم عن الحج.
ويعرف المبهم بجمع الطرق، فالمبهم يعرف بذكر الراوي لاسمه، أو بجمع الطرق.
ومثاله في السند: حديث رافع بن خديج عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن المخابرة) رافع يروي عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن ظهر اسمه، لكن روى رافع عن عمه، وعمه هنا مبهم غير معلوم، إذاً: الحديث المبهم.
والإبهام في الإسناد له حالتان: الحالة الأولى: في الصحابي، فهذا لا يضر بالإسناد.
الحالة الثانية: ما دون الصحابة، فيكون قد أضر بالإسناد.