[شرح حديث:(لن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [عن عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله، إلا حرم الله عليه النار)].
إذا حرم العبد على النار فهذا من أعظم المكتسبات، فإن من حرمه الله على النار نجا، وثمة أفعال ومعتقدات لها عند الله جل وعلا منزلة عظيمة، فلا شيء في الدين يعدل:(لا إله إلا الله)، فهذا الفضل من العمل إذا اقترن بالفضل من الإخلاص فاجتمع قلب صادق، ومعتقد صحيح، وكلمة طيبة وهي:(لا إله إلا الله)، فلا يمكن بعد ذلك لهذا العبد أن تنال النار منه شيئاً.
يقول صلى الله عليه وسلم:(لا يوافي الله عبد قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، فلا إله إلا الله كلمة جليلة القدر من أجلها أنزل الله الكتب، ومن أجلها بعث الله الرسل، ومن أجلها نصب الله الموازين، ومن أجلها أقام الله الحجج والبراهين، ومن أجلها خلقت السماوات والأرض، بل من أجلها خلق الثقلين:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦]، وعبادة ربهم أن يوحدوه في المقام الأول، فقال صلى الله عليه وسلم:(من قال لا إله إلا الله يبتغي وجه الله حرمه الله جل وعلا على النار).