ونقف عند قول الله في الحديث:(لئن سألني لأعطينه) فنقول: إن صور وقوع العطية ثلاث صور: الصورة الأولى: أن يتحقق المطلوب على الفور، فرجل مثلاً دعا فقال: اللهم ارزقني مائة ألف، فخرج من المسجد فجاءه رجل فقال: فلان أوصى لك بمائة ألف، فهذا تحقق على الفور.
الحالة الثانية: أن يتحقق عين الشيء لكنه يتأخر لحكمة.
مثل إنسان قال: اللهم زوجني ابنة فلان، فجلس سنة أو سنتين أو ثلاثاً أو أربعاً ما تزوج، ثم كتب الله له أن تزوجها، فهذا تأخر لحكمة، لكنه وقع عين المطلوب.
الحالة الثالثة: ألا يقع عين المطلوب، ويقع شيء غيره اختاره الله جل وعلا لعبده، وخيرة الله لعبده خير من خيرته لنفسه.
وأما آخر الحديث فهو يدل على شفقة ولطف الله جل وعلا بعبده، جعلنا الله وإياكم من أوليائه الذين يحبهم ويحبونه، وإذا سألوه أعطاهم، وإذا استعاذوا به أعاذهم، إن ربي لسميع الدعاء.