وينجم عن هذا أمور وفوائد أرادها النبي صلى الله عليه وسلم، أولها وأعظمها: أن المؤمن يحتسب الأجر من الله في كل نازلة تنزل به، فكل ما أساء المؤمن فهو مصيبة، فلو انطفأ سراج بيتك فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، ولو انكسرت ريشة قلمك فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون؛ لأنها مصيبة، ولأنك تقول: أنني لا أستغني عن الله أبداً.
لكن إن قلتها في مواطن ولم تقلها في مواطن فكأنك من حيث لا تشعر تريد أن تقول: هذه أمور أنا أدبرها بنفسي، وأما هذه فأنا أدبرها بالله، لكن المؤمن في كل شيء يعلم أنه ضعيف عاجز يحتاج إلى ربه، فكلما فقد شيئاً ولو يسيراً يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذه الفائدة العملية الأولى من الحديث.