عرض الخطبة الأولى: لقد خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ليعلمنا التؤدة والتأني، وبث فيهما من شواهد ربوبيته ما يشهد بوحدانيته، وتفرده بالخلق دون غيره سبحانه، ومن عظيم خلقه سبحانه: الليل الذي دلت النصوص من حيث الجملة على أفضليته على النهار؛ وذلك بالنظر إلى أجل عبادة فيه وهي: قيام الليل، وكذلك لنزوله سبحانه نزولاً يليق بجلاله وعظمته تبارك وتعالى، وقيام الليل دأب النبي والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وهو علامة الصالحين، وسلوة المصابين، وأنس الخائفين، والعبادة عموماً لها أهمية عظمى في حياة المؤمن، خاصة في زمن الفتن، فالعبادة في الهرج كهجرة إليه صلى الله عليه وسلم.