عرض الخطبة الأولى: لقد كرم الله تعالى الإنسان، وخلقه في أحسن تقويم، وجعل حفظ نفس المسلم من المقاصد التي دعت إليها الفطرة، وقدرتها الشريعة، بل جعل نفس المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ذاتها، بل لم يجعل الله ذنباً أعظم ولا أشد عقوبة بعد الشرك من القتل، ولقد ذكر الله تعالى تاريخ هذه الجريمة مفصلة في قصة بني آدم في سورة المائدة، وكيف أن الحسد والغل أوصل الأخ إلى أن يقتل أخاه من أجل حطام الدنيا الفانية، ولقد شرع الإسلام القصاص دفعاً لهذه الجريمة، وصداً ودحراً لسبيلها ومبتغيها، والحق في القصاص أو العفو راجع إلى أولياء دم المقتول.