فإن الله أمر رسوله أن يمضي إلى الغنائم كما خرج من بيته لطلب العير وهم كارهون. وذلك أنهم اختلفوا في قسم الأنفال والغنائم وحاجوا الرسول صلى الله عليه وسلّم في ذلك. أي أن كراهيتهم لما فعلته الغنائم ككراهيتهم في الخروج معك إلى العير.
[٢ - المضادة:]
ومثاله في أول سورة البقرة. فقد وصف الله المؤمنين بالقرآن الكريم فقال: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة: ٣ - ٥].
ثم ذكر ضدهم وهم الكفار. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ