للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الثاني:]

أن تكون الجمل غير معطوفة فلا بد من دعامة تؤذن باتصال الكلام وهي قرائن معنوية مؤذنة بهذا الربط وأسبابه.

[١ - التنظير:]

وهو إلحاق النظير بالنظير. كقوله تعالى: كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ [الأنفال: ٥].

عقب قوله: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: ٤].

فإن الله أمر رسوله أن يمضي إلى الغنائم كما خرج من بيته لطلب العير وهم كارهون. وذلك أنهم اختلفوا في قسم الأنفال والغنائم وحاجوا الرسول صلى الله عليه وسلّم في ذلك. أي أن كراهيتهم لما فعلته الغنائم ككراهيتهم في الخروج معك إلى العير.

[٢ - المضادة:]

ومثاله في أول سورة البقرة. فقد وصف الله المؤمنين بالقرآن الكريم فقال: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة: ٣ - ٥].

ثم ذكر ضدهم وهم الكفار. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ

عَظِيمٌ

[البقرة: ٦ - ٧].

[٣ - الاستطراد:]

كقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف: ٢٦].

<<  <   >  >>