تعرض الآيات السابقة لهذا المثل لحال من ذاق حلاوة الإيمان، وعرف الطريق إلى الله، ولم ينضم لحظيرة الكافرين والمنافقين، بل كان منه العمل الصالح، والمسارعة إلى الخيرات، والجهاد فى سبيل الله، فحفظ الله له أعماله فيما كتبه له من ثواب عميم، وأجر عظيم، فى جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، وأسبغ عليهم من نعيمه وخيراته ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذلك كله فى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف: ٣٠، ٣١].
أما ما سيق فى هذا المثل القرآنى، فهو الجدير بإعمال النظر والفكر، فعن طريق الموازنة يعرف العاقل طريقه، وفى أى الفريقين يتمنى أن يكون، ومع من يعمل فى دنياه، وبأى سلاح يتسلح لمواجهة أخراه، ذلكم ما نراه فى هذه الرؤية العاقلة، والحوار البناء.
بصيص من نور فى قلب وفكر يعرف طريق الحق، فينصح ويبذل الخير لغيره حتى يهتدى.