للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والظاهر أنهم حسناه لاستغناء كل جملة عما بعدها لفظا أو ليفرّقا بين علم الله وعلم غيره وأباه غيرهما. وقال كله كلام واحد فلا يفصل بينهما، وانظر ما وجهه وَمِنْ خَلْفِهِ حسن: إذا كانت من بمعنى الباء: أى يحفظونه بأمر الله، وإن علق من أمر الله بمبتدإ محذوف: أى هو من أمر الله كان الوقف على يحفظونه. ثم يبتدئ من أمر الله على أن معنى ذلك الحفظ من أمر الله: أى من قضائه. قال الشاعر:

أمام وخلف المرء من لطف ربّه ... كوال تنفي عنه ما هو يحذر

وقال الفراء: المعنى فيه على التقديم والتأخير: أى له معقبات من أمر الله من بين يديه ومن خلفه يحفظونه، وعلى هذا لا يوقف على من خلفه مِنْ أَمْرِ اللَّهِ كاف: على الوجوه كلها. فإن قلت كيف يتعلق حرفان متحدان لفظا ومعنى بعامل واحد، وهما من الداخلة على: من بين يديه، ومن الداخلة على: من أمر الله، فالجواب إن من الثانية مغايرة للأولى فى المعنى كما ستعرف اه سمين، والمعقبات ملائكة الليل والنهار لأنهم يتعاقبون، وإنما أنث لكثرة ذلك منهم نحو نسابة وعلامة. وقيل ملك معقب ملائكة معقبة، وجمع الجمع معقبات. قاله الصاغانى فى العباب فى اللغة ما بِأَنْفُسِهِمْ تامّ: للابتداء بالشرط، ومثله: فلا مردّ له مِنْ والٍ كاف الثِّقالَ جائز: لاختلاف الفاعل مع اتفاق اللفظ مِنْ خِيفَتِهِ حسن: على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله مَنْ يَشاءُ صالح، ومثله: في الله: لاحتمال الواو الحال والاستئناف الْمِحالِ كاف: على استئناف ما بعده، وهو رأس آية، والمحال بكسر الميم:

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


هادٍ تامّ تَزْدادُ حسن، وكذا: بمقدار، والمتعال. قيل وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وليس بشيء بِالنَّهارِ كاف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تامّ بِأَنْفُسِهِمْ كاف، وكذا: فلا مردّ له مِنْ والٍ حسن مِنْ خِيفَتِهِ صالح شَدِيدُ الْمِحالِ حسن لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ تامّ

<<  <   >  >>