النفي مقدر فهي معه جواب لما جرى قبل. قرأ العامة جاءتك بفتح الكاف وكذبت واستكبرت وكنت بفتح التاء في الجميع خطابا للكافر دون النفس.
وقرأ الجحدري وأبو حيوة الشامي وابن يعمر والشافعي عن ابن كثير، وروتها أم سلمة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وبها قرأ أبو بكر الصدّيق وابنته عائشة بكسر الكاف والتاء خطابا للنفس الْكافِرِينَ تامّ مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ تام، على استئناف ما بعده بِمَفازَتِهِمْ حسن، على القراءتين بالجمع والإفراد، ومثله:
لا يمسهم السوء يَحْزَنُونَ تامّ كُلِّ شَيْءٍ كاف، للفصل بين الوصفين تعظيما مع اتفاق الجملتين وَكِيلٌ كاف، ومثله: والأرض وقال بعضهم:
الذين كفروا متصل بقوله: وينجي الله، وما بين الآيتين معترض، أي: وينجي الله المؤمنين، والكافرون مخصوصون بالخسار، فعلى هذا لا وقف بين الآيتين إلا على سبيل التسامح والأوّل أجود بِآياتِ اللَّهِ ليس بوقف، لأن خبر والذين لم يأت بعد الْخاسِرُونَ تامّ أَعْبُدُ قرئ برفعه ونصبه فرفعه على حذف أن ورفع الفعل، وذلك سائغ لأنها لما حذفت بطل عملها ونصبه لأنها مختصة دون سائر الموصولات بأنها تحذف ويبقى عملها قال في الخلاصة:
وشذّ حذف أن ونصب في سوى ... ما مرّ فاقبل منه ما عدل روى
وشاهده قول الشاعر:
ألا أيهذا الزّاجري أحضر الوغي ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وتقديره هنا أن أعبد، وقوله: أفغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمروني بإضمار أن الْجاهِلُونَ كاف مِنْ قَبْلِكَ جائز، للابتداء بلام القسم والموحي محذوف، أي: أوحى ما أوحى مع احتمال أن الموحي جملة
بينهما من الآيات لا يوقف عليه لغير المضطرّ لتعلق ما بعده بها، ولو قيل بالجواز لكونها آيات، ولطول الكلام لم يبعد الْكافِرِينَ حسن مُسْوَدَّةٌ كاف لِلْمُتَكَبِّرِينَ