للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في إثر غانية رمتك بسهمها، ... فأصاب قلبك غير أن لم تقصد

كمضيئة صدفية، غواصها ... بهج، متى ينظر إليها يسجد

لو أنها عرضت لأشمط راهب، ... يخشى الإله، صرورة، متعبد

لرنا لبهجتها وحسن حديثها، ... ولخاله رشدا، وإن لم يرشد

قامت تراءى ... بين سجفي كلةٍ

كالشمس، يوم طلوعها بالأسعد

سقط النصيف ... ولم ترد إسقاطه

فتناولته، واتقتنا باليد

بمخضب رخص، كأن بنانه ... عنم على أغصانه لم يعقد

وبفاحم رجل، أثيث نبته، ... كالكرم، مال على الدعام المسند

نظرت إليك بحاجة لم تقضها، ... نظر السقيم إلى وجوه العود

وتخالها في البيت ... إذ فاجأتها

قد كان محجوبا سراج الموقد

ومن شعره (يمدح عمرو بن الحارث الأعرج الغساني) قوله:

كليني لهم ... يا أميمة

ناصب،

وليل

أقاسيه

بطيء الكواكب

تطاول، حتى قلت: ليس بمنقض، ... وليس الذي يهدي النجوم بآيب

وصدر أراح الليل عازب همه، ... تضاعف فيه الحزن من كل جائب

علي لعمرو نعمة ... بعد نعمة

لوالده

ليست بذات عقارب

لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم ... من الناس والأحلام غير عوازب

مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون غير العواقب

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ... عصائب طير، تهتدي بعصائب

على عارفات للطعان، عوابس، ... بهن كلوم، بين دام وجالب

إذا استنزلوا للطعن عنهن أرقلوا ... إلى الموت، إرقال الجمال المصاعب

ولا عيب فيهم، غير أن سيوفهم ... بهن فلول، من قراع الكتائب

تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كل التجارب

تجذ السلوقي المضاعف نسجه، ... وتوقد بالصفاح نار الحباحب

رقاق النعال، طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب

ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لازب

حبوت بها غسان، إذ كنت لاحقا ... بأهلي، وإذ ضاقت علي مذاهبي

وقد اشتهرت اعتذاريات النابغة (وهي القصائد التي اعتذر بها للنعمان بن المنذر) اشتهارا عظيما. فمنها قوله:

على حين عاتبت المشيب على الصبا، ... وقلت: ألما تصح؟، والشيب وازع

وقد حال هم دون ذلك، والج ... مكان الشغاف، تبتغيه الأصابع:

وعيد أبي قابوس ... في غير كنهه

أتاني، ودوني راكس فالضواجع

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش، في أنيابها السم ناقع

أتاني ... أبيت اللعن

أنك لمتني

وتلك التي تستك منها المسامع

أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة، ... له

من عدو مثل ذلك

شافع

أتاك بقول هلهل النسج، كاذبا ... ولم يأت بالحق الذي هو ناصع

حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة، ... وهل يأثمن أمة وهو طائع

فإنك كالليل الذي هو مدركي، ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وأنت ربيع ينعش الناس سيبه، ... وسيف

أعيرته المنية

قاطع

أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر معروف، ولا العرف ضائع

ومن اعتذارياته إليه قوله:

أتاني ... أبيت اللعن

أنك لمتني

وتلك التي أهتم منها وأنصب

حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مطلب

لئن كنت قد بلغت عني خيانة، ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب

ولكنني، كنت امرأ لي جانب ... من الأرض، فيه مستراد ومذهب:

ملوك وإخوان، إذا ما لقيتهم ... أحكم في أموالهم، وأقرب

كفعلك في قوم أراك اصطفيتهم ... فلم ترهم في مثل ذلك أذنبوا

ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب؟

فإن أك مظلوما، فعبد ظلمته ... وإن تك ذا عتبى، فمثلك يعتب

ألم تر أن الله أعطاك سورة، ... ترى كل ملك دونها يتذبذب

بأنك شمس، والملوك كواكب: ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

وقال (يهجو زرعة بن عمرو، وقد بلغه أنه يتوعده) :

<<  <   >  >>