وَمن الْمَعْلُوم أَنه يمْتَنع رفع نَفسه إِلَى نَفسه وَإِذا قَالُوا هُوَ الْكَلِمَة فهم مَعَ ذَلِك أَنه الْإِلَه الْخَالِق لَا يجعلونه بِمَنْزِلَة التَّوْرَاة وَالْقُرْآن وَنَحْوهمَا مِمَّا هُوَ كَلَام الله الَّذِي قَالَ فِيهِ {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} بل عِنْدهم هُوَ الله الْخَالِق الرازق رب الْعَالمين وَرفع رب الْعَالمين إِلَى رب الْعَالمين مُمْتَنع
الْوَجْه الْخَامِس قَوْله {وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دمت فيهم فَلَمَّا توفيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم} دَلِيل على أَنه بعد توفيته لم يكن الرَّقِيب عَلَيْهِم إِلَّا الله دون الْمَسِيح فَإِن قَوْله كنت أَنْت يدل على الْحصْر كَقَوْلِه إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحق وَنَحْو ذَلِك فَعلم أَن الْمَسِيح بعد