وَقَالَ مُعَاوِيَة لِابْنِ عَبَّاس أَنْت على مِلَّة عَليّ فَقَالَ لَا على مِلَّة عَليّ وَلَا على مِلَّة عُثْمَان أَنا على مِلَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَكَانَت الشِّيعَة أَصْحَاب عَليّ يقدمُونَ عَلَيْهِ أَبَا بكر وَعمر وَإِنَّمَا كَانَ النزاع فِي تقدمه على عُثْمَان وَلم يكن حِينَئِذٍ يُسمى أحد لَا إماميا وَلَا رافضا وَإِنَّمَا سموا رافضة وصاروا رافضة لما خرج زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بِالْكُوفَةِ فِي خلَافَة هِشَام فَسَأَلته الشِّيعَة عَن أبي بكر وَعمر فترحم عَلَيْهِم فرفضه قوم فَقَالَ رفضتموني رفضتموني فسموا رافضة وتولاه قوم فسموا زيدية لانتسابهم إِلَيْهِ وَمن حِينَئِذٍ انقسمت الشِّيعَة إِلَى رافضة إمامية وزيدية وَكلما زادوا فِي الْبِدْعَة زادوا فِي الشَّرّ فالزيدية خير من الرافضة أعلم وأصدق وأزهد وَأَشْجَع
ثمَّ بعد أبي بكر عمر بن الْخطاب وَهُوَ الَّذِي لم تكن تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم وَكَانَ أزهد النَّاس بِاتِّفَاق الْخلق كَمَا قيل فِيهِ رحم الله عمر لقد تَركه الْحق مَاله من صديق
[فصل]
وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام رَحمَه الله تَعَالَى
هَذِه تَفْسِير آيَات أشكلت حَتَّى لَا يُوجد فِي طَائِفَة من كتب التَّفْسِير إِلَّا مَا هُوَ خطأ
مِنْهَا قَوْله تَعَالَى {وَعبد الطاغوت} وَالصَّوَاب عطفه على قَوْله {من لَعنه الله} فعل مَاض مَعْطُوف على مَا قبله من الْأَفْعَال الْمَاضِيَة لَكِن الْمُتَقَدّمَة الْفَاعِل الله مظْهرا أَو مضمرا وَهَذَا الْفِعْل اسْم من عبد الطاغوت وَهُوَ الضَّمِير فِي عبد وَلم يعد حرف من لِأَن هَذِه الْأَفْعَال لصنف وَاحِد وهم الْيَهُود وَالله أعلم