وَالْجَوَاب أَن يُقَال تَمام الْكَلَام {وَإِذا سمعُوا مَا أنزل إِلَى الرَّسُول ترى أَعينهم تفيض من الدمع مِمَّا عرفُوا من الْحق يَقُولُونَ رَبنَا آمنا فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين وَمَا لنا لَا نؤمن بِاللَّه وَمَا جَاءَنَا من الْحق ونطمع أَن يدخلنا رَبنَا مَعَ الْقَوْم الصَّالِحين فأثابهم الله بِمَا قَالُوا جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ}
فَهُوَ سُبْحَانَهُ لم يعد بالثواب فِي الْآخِرَة إِلَّا لهَؤُلَاء الَّذين آمنُوا بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذين قَالَ فيهم {وَإِذا سمعُوا مَا أنزل إِلَى الرَّسُول ترى أَعينهم تفيض من الدمع مِمَّا عرفُوا من الْحق يَقُولُونَ رَبنَا آمنا فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين}
والشاهدون هم الَّذين شهدُوا لَهُ بالرسالة فَشَهِدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وهم الشُّهَدَاء الَّذين قَالَ فيهم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا} وَلِهَذَا قَالَ ابْن عَبَّاس وَغَيره {فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين} قَالَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته
وكل من شهد للرسل بالتصديق فَهُوَ من الشَّاهِدين كَمَا قَالَ الحواريون {رَبنَا آمنا بِمَا أنزلت وَاتَّبَعنَا الرَّسُول فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين}
وَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا ارْكَعُوا واسجدوا واعبدوا ربكُم وافعلوا الْخَيْر لَعَلَّكُمْ تفلحون وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده هُوَ اجتباكم وَمَا جعل عَلَيْكُم فِي الدّين من حرج مِلَّة أبيكم إِبْرَاهِيم هُوَ سَمَّاكُم الْمُسلمين من قبل وَفِي هَذَا ليَكُون الرَّسُول شَهِيدا عَلَيْكُم وتكونوا شُهَدَاء على النَّاس}