ومُوسَى وَغَيرهمَا من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ ويزعمون أَن الحواريين رسل شافههم الله بِالْخِطَابِ لأَنهم يَقُولُونَ إِن الله هُوَ الْمَسِيح وَيَقُولُونَ أَيْضا إِن الْمَسِيح ابْن الله
والرافضة تجْعَل الْأَئِمَّة الاثنى عشر أفضل من السَّابِقين الْأَوَّلين من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وغالبيتهم يَقُولُونَ إِنَّهُم أفضل من الْأَنْبِيَاء لأَنهم يَعْتَقِدُونَ فيهم الإلهية كَمَا اعتقدته النَّصَارَى فِي الْمَسِيح
وَأما من دخل فِي غلو الشِّيعَة كالإسماعيلية الَّذين يَقُولُونَ بإلهية الْحَاكِم وَنَحْوه من أئمتهم وَيَقُولُونَ إِن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نسخ شَرِيعَة مُحَمَّد بن عبد الله وَغير ذَلِك من مقالات الغالية من الرافضة فَهَؤُلَاءِ شَرّ من أَكثر الْكفَّار من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين وهم ينتسبون إِلَى الشِّيعَة يتظاهرون بمذاهبهم
فَإِن قيل مَا وصفت بِهِ الرافضة من الغلو والشرك والبدع مَوْجُود كثير مِنْهُ فِي كثير من المنتسبين إِلَى السّنة فَإِن فِي كثير مِنْهُم غلوا فِي مشايخهم وإشراكا بهم وابتداعا لعبادات غير مَشْرُوعَة وَكثير مِنْهُم يقْصد قبر من يحسن الظَّن بِهِ إِمَّا ليسأله حاجاته وَإِمَّا ليسأل الله تَعَالَى بِهِ حَاجَة وَإِمَّا لظَنّه أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره أجوب مِنْهُ فِي الْمَسَاجِد وَفِيهِمْ من يفضل زِيَارَة قبورشيوخهم على الْحَج وَمِنْهُم من يجد عِنْد قبر من يعظمه من الرقة والخشوع مَا لَا يجده فِي الْمَسَاجِد والبيوت وَغير ذَلِك مِمَّا يُوجد فِي الشِّيعَة
ويروون أَحَادِيث مكذوبة من جنس أكاذيب الرافضة مثل قَوْله لَو أحسن أحدكُم ظَنّه بِحجر نَفعه الله بِهِ وَقَوْلهمْ إِذا أعيتكم الْأُمُور فَعَلَيْكُم بأصحاب الْقُبُور وَقَوْلهمْ قبر فلَان هُوَ الترياق المجرب
ويروون عَن بعض شيوخهم أَنه قَالَ لصَاحبه إِن كَانَ لَك حَاجَة فتعال إِلَى قَبْرِي واستغث بِي وَنَحْو ذَلِك فَإِن فِي الْمَشَايِخ من يفعل بعد مماته كَمَا كَانَ يفعل فِي حَيَاته وَقد يستغيث الشَّخْص بِوَاحِد مِنْهُم فيتمثل لَهُ الشَّيْطَان فِي صورته إِمَّا حَيا وَإِمَّا مَيتا وَرُبمَا قضى حَاجته أَو قضى بعض حَاجته كَمَا يجْرِي نَحْو ذَلِك لِلنَّصَارَى مَعَ شيوخهم ولعباد الْأَصْنَام من الْعَرَب والهند وَالتّرْك وَغَيرهم
قيل هَذَا كُله مِمَّا نهى الله عَنهُ وَرَسُوله وكل مَا نهى الله عَنهُ وَرَسُوله فَهُوَ مَذْمُوم مَنْهِيّ عَنهُ سَوَاء كَانَ فَاعله منتسبا إِلَى السّنة أَو إِلَى التشييع وَلَكِن الْأُمُور المذمومة الْمُخَالفَة للْكتاب