قد جرى صفة على غير من هُوَ لَهُ وانما جَازَ أَن يكون نعتا لأحقاب لأجل الضَّمِير الْعَائِد على الأحقاب فِي فِيهَا وَلَو كَانَ فِي مَوضِع يذوقون اسْم فَاعل لم يكن بُد من اظهار الضَّمِير اذا جعلته وصف لأحقاب
قَوْله إِلَّا حميما بدل من برد اذا جعلت الْبرد من الْبُرُودَة فان جعلته النّوم كَانَ إِلَّا حميما اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأول
قَوْله كذابا من شدد جعله مصدر كذب زيدت فِيهِ الْألف كَمَا زيدت فِي اكراما وَقَوْلهمْ تَكْذِيبًا جعلُوا التَّاء عوضا من تَشْدِيد الْعين وَالْيَاء بَدَلا من الْألف غيروا أَوله كَمَا غيروا آخِره وأصل مصدر الرباعي أَن يَأْتِي على عدد حُرُوف الْمَاضِي بِزِيَادَة ألف مَعَ تَغْيِير الحركات وَقد قَالُوا تكلما فَأتى الْمصدر على عدد حُرُوف الْمَاضِي بِغَيْر زِيَادَة ألف وذل لِكَثْرَة حُرُوفه وضمت اللَّام وَلم تكسر لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم على تفعل وَلم يفتحوا لِئَلَّا يشبه الْمَاضِي وقرأه الْكسَائي كذابا بِالتَّخْفِيفِ جعله مصدرى كَاذِب كذابا وَقيل هُوَ مصدر كذب كَقَوْلِك كتبت كتابا
قَوْله وكل شَيْء أحصيناه كتابا كتاب مصدر لِأَن أحصيناه بِمَعْنى كتبناه وكل نصب باضمار فعل أَي وأحصينا كل شَيْء أحصيناه وَيجوز الرّفْع على الِابْتِدَاء