أَيّمَا وَال ولى) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول وَيجوز للْفَاعِل على قوم (فلَان) لَهُم أَي لاطفهم بالْقَوْل وَالْفِعْل (ورفق) بهم ساسهم بلطف (رفق الله تَعَالَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) فَلم يناقشه الْحساب وَلم يوبخه بالعتاب (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب عَن عَائِشَة
أَيّمَا دَاع دَعَا) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل (الى ضَلَالَة فَاتبع) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أتبعه على تِلْكَ الضَّلَالَة نَاس (فان عَلَيْهِ مثل أوزار من أتبعه) على ذَلِك (وَلَا ينقص من أوزارهم شيأ) فَإِن من سنّ سنة سَيِّئَة فَعَلَيهِ وزرها ووزرمن عمل بهَا (وَأَيّمَا دَاع دَعَا الى هدى فَاتبع فَإِن لَهُ مثل أجور من أتبعه وَلَا ينقص من أُجُورهم شيأ) فَإِن من سنّ سنة حَسَنَة فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا (هـ عَن أنس) ابْن مَالك
(أَيْن الراضون بالمقدور) أَي بماقدر الله لَهُم فِي الازل يَعْنِي هم قَلِيل (أَيْن الساعون للمشكور) أَي المداومون على السَّعْي والجهد فِي تَحْصِيل كل فعل مَحْمُود شرعا يَعْنِي هم قَلِيل (عجبت لمن يُؤمن بدار الخلود) وَهِي الْجنَّة وَالنَّار (كَيفَ يسْعَى لدار الْغرُور) الدُّنْيَا سميت بِهِ لانها تغر وتضر وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا الامتاع الْغرُور والغرور مَا يغر الأنسان من نَحْو شهواتها ولذاتها وَالدُّنْيَا والشيطان أَخَوان (هُنَا دعن عمر وبن مرّة) بِضَم الْمِيم وَشد الرَّاء ابْن عبد الله الْمرَادِي الْكُوفِي الْأَعْمَى أحد الْأَعْلَام (مُرْسلا
أَيهَا النَّاس) أَي يَا أَيهَا النَّاس (اتَّقوا الله) خافوه واحذروا عِقَابه على التهافت على الدُّنْيَا والكد فِي تَحْصِيلهَا (وأجملوا فِي الطِّبّ) ترفقوا فِي السَّعْي فِي طلب حظكم من الرزق (فان نفسا لن تَمُوت حَتَّى تستوفي رزقها) نَحن قسمنا بَينهم معيشتهم فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فرغ رَبك من ثَلَاث عمرك ورزقك وشقى أَو سعيد فَمَا هُوَ لنا فَلَا بُد من وُصُوله ألينا بِلَا تَعب (وان أبطأعنها) فَلَا فَائِدَة فِي الْجهد والكد وَنصب شباك الْحِيَل والطمع وَقرن ذَلِك بِالْأَمر بالتقوى لِأَنَّهَا تردع الشَّهَوَات وتدفع المطامع وَمن ثمَّ كرر ذَلِك فَقَالَ (فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب) اطْلُبُوا الرزق طلبا رَفِيقًا وَبَين كَيْفيَّة الاجمال بقوله (خُذُوا مَا حل) لكم تنَاوله (ودعوا) اتْرُكُوا (ماحرم) عَلَيْكُم أَخذه ومدار ذَلِك على الْيَقِين فَأَنَّهُ اذا علم ان مَا قدر لَهُ من الرزق لَا بُد مِنْهُ علم أَن طلبه لما لم يقدر عَنَّا فَيقْتَصر ويختصر ويستريح (هـ عَن جَابر) بن عبد الله