(عرض) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل (على رَبِّي ليجعل لي بطحاء مَكَّة) أَي حصباءها (ذَهَبا فَقلت لَا يَا رب وَلَكِنِّي أشْبع يَوْمًا وأجوع يَوْمًا فَإِذا جعت تضرعت إِلَيْك) بذلة وخضوع (وذكرتك) فِي نَفسِي وبلساني (وَإِذا شبعت حمدتك وشكرتك) عطفه على مَا قبله لما بَينهمَا من عُمُوم الأول مورد أَو خصوصه مُتَعَلقا وخصوص الثَّانِي مورد أَو عُمُومه مُتَعَلقَة وَحِكْمَة هَذَا التَّلَذُّذ بِالْخِطَابِ وَإِلَّا فَالله عَالم بالأشياء جملَة وتفصيلاً (حم ت عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(عرض) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (على أول ثَلَاثَة يدْخلُونَ الْجنَّة وَأول ثَلَاثَة يدْخلُونَ النَّار فَأَما أول ثَلَاثَة يدْخلُونَ الْجنَّة فالشهيد و) عبد (مَمْلُوك أحسن عبَادَة ربه ونصح لسَيِّده) أَي قَامَ بخدمته (وعفيف) عَن تعاطى مَا لَا يحل (متعفف) عَن سُؤال النَّاس (وَأما أول ثَلَاثَة يدْخلُونَ النَّار فأمير مسلط) على رَعيته بالجور والعسف (وَذُو ثروة من مَال لَا يُؤَدِّي حق الله) أَي الزَّكَاة الْوَاجِبَة (فِي مَاله) أَي مِنْهُ (وفقير فخور) أَي كثير الْفَخر أَي ادِّعَاء الْعظم أطلق الشَّهَادَة وَقيد الْعِفَّة وَالْعِبَادَة إشعاراً بِأَن مُطلق الشَّهَادَة أفضل مِنْهَا (حم ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن بل قيل صَحِيح //
(عرضت على الْجنَّة وَالنَّار) أَن نصبتا أَو مثلتا لي كَمَا تنطبع الصُّورَة فِي الْمرْآة (آنِفا) بِالْمدِّ وَالنّصب على الظَّرْفِيَّة أَي قَرِيبا وَقيل أول وَقت كُنَّا فِيهِ وَقيل السَّاعَة (فِي عرض هَذَا الْحَائِط) بِضَم الْعين الْمُهْملَة جَانِبه (فَلم أر) فَلم أبْصر (كَالْيَوْمِ) أَي يَوْمًا كَهَيئَةِ الْيَوْم وَأَرَادَ بِالْيَوْمِ الْوَقْت الَّذِي هُوَ فِيهِ (فِي الْخَيْر وَالشَّر) أَي مَا أَبْصرت مثل الْخَيْر الَّذِي فِي الْجنَّة وَالشَّر الَّذِي فِي النَّار (وَلَو تعلمُونَ مَا أعلم) من شدَّة عِقَاب الله (لضحكتم قَلِيلا) أَي لتركتم الضحك فِي غَالب الأحيان (ولبكيتم كثيرا) لغَلَبَة سُلْطَان الوجل على قُلُوبكُمْ (م عَن أنس) بن مَالك
(عرضت على أمتِي بأعمالها حسنها وقبيحها) حالان من الْأَعْمَال (فَرَأَيْت فِي محَاسِن أَعمالهَا إمَاطَة الْأَذَى على الطَّرِيق) أَي تنحيته عَنْهَا (وَرَأَيْت فِي سيء أَعمالهَا النخاعة) أَي النخامة الَّتِي تخرج من الْفَم مِمَّا يَلِي أصل النخاع وَالْمرَاد هُنَا البصاق (فِي الْمَسْجِد لم تدفن) وَلَا يخْتَص الذَّم بِصَاحِب النخاعة بل يدْخل فِيهِ كل من رَآهَا وَلم يزلها (حم م هـ عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ