للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١) أنه اليوم المشهود الذي أقسم الله به في كتابه الكريم فقال: {وشاهدٍ ومشهود} [البروج: ٣]. وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: » اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يومٍ أفضل منه فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه «.

رواه الترمذي (١).

(٢) أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم بتوحيده. في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: » إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بـ"نُعمان" يوم عرفة وأخرج من صُلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قُبُلا قال ألست بربكم قالوا بلى «رواه أحمد والنسائي (٢).

(٣) أنه اليوم الذي أتم الله فيه هذا الدين بنزول معظم الفرائض والتحليل والتحريم فيه، في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، فقال أي آية، قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} المائدة/٣. فقال عمر: (إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه، نزلت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم بعرفة يوم جمعة).

(٤) أنه يوم مغفرة للذنوب، ففي حديث عمر الطويل عند ابن حبان قال صلى الله عليه وآله وسلم: » ... فإذا وقفتَ بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شُعثاً عُبراً اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج ... «(٣).

وروى ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: (وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال: يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأنصت الناس، فقال: » معاشر الناس أتاني جبرائيل آنفاً فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة؟ قال: هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثر خير الله وطاب «(٤).


(١) حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم ٨٢٠١.
(٢) صححة الألباني في صحيح الجامع برقم ١٧٠١.
(٣) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم ١١٥٥.
(٤) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم ١١٥١.

<<  <   >  >>