للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: ما يستحب في العشر]

(١) الإكثار من الأعمال الصالحة مطلقاً، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: » ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء «رواه أبو داود (١).

- قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله -: (وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منه ... قال وكان سعيد بن جبير وهو الذي روى هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال لا تطفئوا سُرجَكم ليالي العشر تعجبه العبادة) (٢).

- وفي سنن البيهقي والدارمي قال - صلى الله عليه وآله وسلم: » ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجراً من خيرٍ يعمله في عشر الأضحى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء «(٣).

(٢) الإكثار من الذكر: وقد دل عليه قوله تعالى: { ... ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ... } والأيام المعلومات كما تقدم هي أيام العشر عند جمهور العلماء ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: » ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد «رواه الترمذي وأبو داود (٤).

- قال الإمام البخاري في صحيحه: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران ويكبر الناس بتكبيرهما) (٥). والمشروع "هو التكبير المطلق في جميع الوقت من ليلٍ أو نهار في أيام العشر.


(١) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم ٢١٣٠.
(٢) لطائف المعارف، لابن رجب، ص ٣٦٧، ٣٦٨.
(٣) حسنه الألباني في صحيح الترغيب ٢/ ٣١ برقم ١١٤٨.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٢/ ٥٨٩.

<<  <   >  >>