للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: ما يتعلق بأيام التشريق من أحكام]

لأيام التشريق أحكام تخصها كما لأن لغيرها من الأيام ما يخصها من الأحكام ومما يتعلق بأيام التشريق:

(١) التكبير: لقوله تعالى: {كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} [الحج: ٣٧]. ولقوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات ... } [البقرة: ٢٠٣]. قال عكرمة في تفسيره لهذه الآية: يعني التكبير في أيام التشريق بعد الصلوات المكتوبات الله أكبرـ الله أكبر (١). قال ابن كثير في تفسيره: ومما يتعلق بقوله تعالى: {واذكروا الله في أيامٍ معدودات ... } الذكر المؤقت خلف الصلوات، والمطلق في سائر الأحوال (٢).

- قال الإمام البخاري رحمه الله (وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً) (٣).

- وسأتكلم على التكبير من خلال الآتي:

أ. حُكْمُه: التكبير سنة في العشر وأيام التشريق عند جمهور العلماء للأدلة السابقة.

ب. صفته: ورد التكبير بعدة صفات ووردت بتلك الصفات جملة من الآثار عن الصحابة وكذا عن الأئمة المتبوعين، فاستحب بعضهم التكبير ثلاثاً نسقاً بأن يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر (٤)،

وذهب آخرون إلى استحباب التثنية في التكبير بأن يقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. (٥)

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة قد روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وإن قال الله أكبر ثلاثاً جاز ومن الفقهاء من يكبر ثلاثاً فقط، ومنهم من يكبر ثلاثاً ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) (٦).


(١) تفسير ابن كثير، ١/ص ٣٥٦.
(٢) المرجع السابق، ١/ص ٣٥٧.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٢/ ٥٩٤.
(٤) وبه قال مالك والشافعي. أنظر المجموع للإمام النووي ٥/ ٤٧ ـ ٤٨
(٥) وبه قال أبو حنيفة وأحمد. انظر: المغني لابن قدامه ٣/ ٢٩٠.
(٦) مجموع الفتاوى جمع وترتيب ابن قاسم، ٢٤/ ٢٢٠.

<<  <   >  >>