للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الأول ماهيتها ـ سبب تسميتها ـ عدد أيامها.

أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، ولمعرفة ماهيتها وسبب تسميتها، وعدد أيامها نقول:

[أولاً: ماهيتها]

أيام التشريق هي الأيام المعدودات، التي ذكرها الله في سورة البقرة: ٢٠٣، قال تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات ... }. قال القرطبي في تفسيره: ولا خلاف بين العلماء أن الأيام المعدودات في هذا الآية هي أيام منى، وهي أيام التشريق (١).

- وأخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة

عن ابن عباس قوله {واذكروا الله في أيام معدودات} يعني

أيام التشريق (٢).

[ثانياً: سبب تسميتها]

- قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (سُميت أيام التشريق لأنهم

كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس. وقيل لأن الضحايا لا تُنحر حتى تُشرق الشمس. وقيل لأن صلاة العيد إنما تَصلى بعد أن تشرق الشمس). إ. هـ (٣).

[ثالثاً: عدد أيامها]

اختلف العلماء في عدد أيام التشريق، فقيل: يوم النحر ويومان بعده، وقيل: أربعة أيام: يوم النحر وثلاثة بعده ـ روي هذا القول عن ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وعطاء ومجاهد وعكرمة وسعيد بن

جبير والحسن وقتادة والسدّي ومالك بن أنس وغيرهم.، قال ابن كثير في تفسيره وهو المشهور وعليه دل ظاهر الآية الكريمة حيث قال تعالى

{فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ... }،

فدل على ثلاثة بعد النحر (٤).


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ٢/ ٣.
(٢) التفسير الصحيح، ١/ ٣١٧.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ٢/ ٥٨٩
(٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ١/ ٣٥٧.

<<  <   >  >>