العَبْد فِي صلَاته مالم يلْتَفت فَإِذا صرف وَجهه انْصَرف عَنهُ // رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهمَا // وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله قبل وَجه أحدكُم إِذا صلى فَلَا يبصق بَين يَدَيْهِ // رَوَاهُ البُخَارِيّ // وَغَيره
وَفِي لفظ لَهُ فَإِن الله قبل وَجهه إِذا صلى وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يوطن الرجل الْمَسْجِد للصَّلَاة أَو لذكر الله تَعَالَى إِلَّا تبشبش الله لَهُ كَمَا يتبشبش أهل الْغَائِب إِذا قدم عَلَيْهِم غائبهم رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه ٣ / ١٠١٠
لقد أنزل الله تَعَالَى الْقُرْآن الْكَرِيم بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين على سنَن الْعَرَب فِي الْبَيَان وَمن أساليب الْعَرَب الْحَقِيقَة وَالْمجَاز والإستعارة والتشبيه وَالْكِنَايَة وَلَا بُد أَن ذَلِك جَار فِي كتاب الله فعلا وَإِن خَالف بَعضهم فِي بعض التسميات فنفى الْمجَاز فِي الْقُرْآن الْكَرِيم بِمَعْنى التَّسْمِيَة بذلك فَالْكل متفقون فِي مثل قَوْله تَعَالَى {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} أَن الْحَقِيقَة غير مُرَادة بل المُرَاد الخضوع وَالطَّاعَة للْوَالِدين
فَكيف نفرق بَين هَذِه النُّصُوص الَّتِي يَبْدُو على ظَاهرهَا خلاف وَالله تَعَالَى يَقُول {وَلَو كَانَ من عِنْد غير الله لوجدوا فِيهِ اخْتِلَافا كثيرا} وَبَين مَا عرف من الْأَدِلَّة القطعية ومرده النُّصُوص والآيات وَالْقَوَاعِد الْعَقْلِيَّة من اسْتِحَالَة كَون الله تَعَالَى جسما وأبعاضا أَو تحل فِيهِ الْحَوَادِث أَو يحْتَاج إِلَى شَيْء من خلقه أَو يكون فِي مَكَان وجيز حينا وَفِي مَكَان وحيز حينا آخر وَالله تَعَالَى خلق كل شَيْء خَالق كل شَيْء
قَالَ الشَّيْخ الدكتور مُحَمَّد سعيد رَمَضَان حفظه الله تَعَالَى الْجَواب أَن هَذِه النُّصُوص القرآنية هِيَ من الْمُتَشَابه الَّذِي ذكر الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْكَرِيم آيَات مِنْهُ وَالْمَقْصُود بالمتشابه كل نَص تجاذبته الِاحْتِمَالَات حول الْمَعْنى المُرَاد مِنْهُ وأوهم بِظَاهِرِهِ مَا قَامَ من الْأَدِلَّة على نَفْيه غير أَن هُنَالك آيَات أُخْرَى تتَعَلَّق بِصِفَات الله تَعَالَى وَلكنهَا محكمات أَي قاطعات فِي دلالاتها لَا تحْتَمل إِلَّا مَعْنَاهَا الْوَاضِح الصَّرِيح كَقَوْلِه تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير و {قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد}