قَالَ التَّابِعِيّ الْجَلِيل الإِمَام أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْوَصِيَّة نقر بِأَن الله تَعَالَى على الْعَرْش اسْتَوَى من غير أَن يكون لَهُ حَاجَة واستقرار عَلَيْهِ وَهُوَ حَافظ الْعَرْش وَغير الْعَرْش من غير احْتِيَاج
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فَأَما الاسْتوَاء فالمتقدمون من أَصْحَابنَا رَضِي الله عَنْهُم كَانُوا لَا يفسرونه وَلَا يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ كنحو مَذْهَبهم فِي أَمْثَال ذَلِك أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْجَوْهَرِي بِبَغْدَاد ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم ثَنَا مُحَمَّد بن كثير المصِّيصِي قَالَ سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يَقُول كُنَّا والتابعون متوافرون نقُول إِن الله تَعَالَى ذكره فَوق عَرْشه ونؤمن بِمَا وَردت السّنة بِهِ من صِفَاته جلّ وَعلا ... ثمَّ قَالَ بعد كَلَام وَذهب أَبُو الْحسن إِسْمَاعِيل الْأَشْعَرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَن الله جلّ ثَنَاؤُهُ فعل فِي الْعَرْش فعلا سَمَّاهُ اسْتِوَاء كَمَا فعل فِي غَيره فعلا سَمَّاهُ رزقا ونعمة أَو غَيرهَا من أَفعاله ثمَّ لم يكيف الاسْتوَاء إِلَّا أَنه جعله من صِفَات الْفِعْل لقَوْله {ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش} وَثمّ للتراخى إِنَّمَا يكون فِي الْأَفْعَال وأفعال الله تَعَالَى تُوجد بِلَا مُبَاشرَة مِنْهُ إِيَّاهَا وَلَا حَرَكَة
وَقَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم وَلَا خَمْسَة إِلَّا هُوَ سادسهم وَلَا أدنى من ذَلِك وَلَا أَكثر إِلَّا هُوَ مَعَهم أَيْنَمَا كَانُوا ثمَّ ينبئهم بِمَا عمِلُوا يَوْم الْقِيَامَة إِن الله بِكُل شَيْء عليم المجادلة ٧ وَلِهَذَا حكى غير وَاحِد الْإِجْمَاع على أَن المُرَاد بِهَذِهِ الْآيَة معية علمه تَعَالَى وَلَا شكّ فِي إِرَادَة ذَلِك وَلَكِن سَمعه أَيْضا مَعَ علمه مُحِيط بهم وبصره نَافِذ فيهم فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مطلع على خلقه لَا يغيب عَنهُ من أُمُورهم شَيْء