من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مَرْوَان لِابْنِ يسَار من أَصْحَاب ابْن الدوش وَسمع الحَدِيث من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأخذ بمرسية الْآدَاب والعربية عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن يُوسُف بن خطاب ودرس الْفِقْه على أبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي ولازمه سبع سِنِين وَعرض عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة مَرَّات وَمهر عِنْده فِي علم الرَّأْي وَكَانَ فَقِيها مشاورا مُسْتقِلّا بالفتاوى بَصيرًا بِالشُّرُوطِ لَهُ حَظّ من علم الْحساب والفرائض وَوجدت لَهُ تَنْبِيهَات مفيدة على مسَائِل من الْمُدَوَّنَة والعتبية وعَلى الوثائق الْمَجْمُوعَة واستقضي بِبَلَدِهِ فحمدت سيرته حدث عَنهُ أَبُو عمر بن عياد وَمن شُيُوخنَا ابْنه أَبُو عمر وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو عمر وَهُوَ على شَفير قَبره وَهُوَ ذكر ذَلِك زَاد غَيره ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن عياد أَنه توفّي مصروفا بعد خدر ألزمهُ بَيته زَمَانا فِي رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة وَأَن مولده سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وَالْأول أصح قَالَ شَيخنَا أَبُو عمر وجدت بِخَط أبي رَحمَه الله
(أترك الْهم إِذا مَا طرقك ... وكل الْأَمر إِلَى من خلقك)