وهْب بْن نَذِير الفِهري من أهل شنتمرية الشرق وَسكن بلنسية وَبهَا وَلَده يكنى أَبَا الْعَطاء سمع من أَبِيه أبي عِيسَى وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأكْثر عَنهُ واختص بِهِ وَمن أبي الْحسن بن النِّعْمَة وتفقه بِهِ وبأبي الْوَلِيد بن خيرة وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بْن سعدون الوشقي الضَّرِير وَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن سعيد الداني وَكَانَ من أهل الْعلم والذكاء والفهم والدهاء حَافِظًا مشاورا مفتيا يبصر الشُّرُوط ويشارك فِي الْأَدَب وَولي خطة الشوري فِي حَيَاة شَيْخه أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَحدث ودرس وَكَانَ علم الرَّأْي أغلب عَلَيْهِ من الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَولي قَضَاء بلنسية بآخرة من عمره مُضَافا إِلَى الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَصرف بعد ذَلِك عَن الْقَضَاء وَأقر على الصَّلَاة وَالْخطْبَة وَرُبمَا اسْتخْلف عَلَيْهَا ابْنه أَبَا عبد الله إِلَى أَن توفّي يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّابِع وَالْعِشْرين لذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن عصر ذَلِك الْيَوْم وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو عبد الله كَذَا قَرَأت بِخَط ابْن سَالم وَقَالَ لي ابْنه أَبُو عَامر نَذِير بن وهب أَنه توفّي فِي آخر يَوْم من ذِي الْحجَّة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة مولده بشنتمرية سنة ثَلَاث عشرَة وخسمائة
وَمِمَّنْ عرف بكنيته من الغرباء
٤٦٠ - أَبُو وهب الزَّاهِد سكن قرطبة وَشهر بهَا وَكَانَ قد طَرَأَ عَلَيْهَا فِي أَيَّام النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وَلم يفارقها إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَيُقَال أَنه من بني الْعَبَّاس إِلَّا أَن ذَلِك لم يعرف من قبله وَكَانَ علما فِي الْخَيْر والزهد مَعْرُوف الكرامات مجاب الدعْوَة أحد الأبدال تدل أخباره واختياره على تصرفه فِي الْعلم وَالْأَدب وَقد جمع أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال جُزْءا فِي أخباره وفضائله وَأنْشد لَهُ القَاضِي أَبُو يُونُس بن عبد الله فِي كتاب المنقطعين إِلَى الله تعالي من تأليفه وَقد قيل إِنَّهَا لغيره وتمثل هُوَ بهَا وَيُقَال إِنَّهَا جاوب بهَا الحكم بن النَّاصِر وَهُوَ ولي عهد فِي حَيَاة أَبِيه