فَوَائِد عَجِيبَة ونكتا حسانا على أَن الْكَلَام الطبني فِي هَذَا اخْتَلَط بِكَلَامِهِ فِي أَبِي زَكَرِيَّاء عبد الرَّحِيم بن أَحْمد الْبُخَارِي وَكَانَ أَيْضا مِمَّن لقِيه بصقلية وَكِلَاهُمَا مِمَّن دَخَلَ الأندلس وبينت ذَلِك تحرجا وَالله يوفق للصَّوَاب
٣١٤ - عبد الْمُنعم بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن سَمَجون اللواتي من أهل طنجة يكنى أَبَا مُحَمَّد نَشأ بغرناطة وتفقه بهَا عَليّ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى الْهَمدَانِي وَسمع الحَدِيث من أَبِي عَليّ الغساني وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا جزلا مهيبا ولي قَضَاء إشبيلية بعد صرف أَبِي مَرْوَان الْبَاجِيّ عَن ولَايَته الثَّانِيَة لذَلِك ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء غرناطة فِي مُدَّة إِمَارَة عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين وَنقل مِنْهُ إِلَى قَضَاء المرية بعد أَبِي الْحسن بن أضحى سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة فَاشْتَدَّ عَليّ أهل الشَّرّ وَعدل فِي الْأَحْكَام وزهد فِي الْكسْب وأعيد إِلَى قَضَاء إشبيلية بعد أَبِي الْقَاسِم بن ورد ثمَّ إِلَى قَضَاء غرناطة واستعفي من ذَلِك وألح فَلم يعفه السُّلْطَان فاستناب عَليّ الْأَحْكَام مُحَمَّد بن سعيد وَصَارَ إِلَى المرية فَتوفي بهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَدفن عَن وصاته برباط عمرش عَليّ فَرسَخ من المرية بساحل الْبَحْر ذكر وَفَاته ابْن حُبَيْش
٣١٥ - عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد من أهل مراكش وَسكن مَدِينَة فاس يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن تيست روى عَن أَبِي مُحَمَّد اللَّخْمِيّ السبط وَأبي بكر بن مَيْمُون وَأبي مُحَمَّد قَاسم الزقاق المقرىء وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب والحساب وَقد أَخذ عَنهُ ووقفت على خطه بِالْإِجَازَةِ لبَعض أَصْحَابنا فِي غرَّة رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَبَلغنِي أَنه دَخَلَ الأندلس
من اسْمه عبد الغفور
٣١٦ - عبد الغفور القيشاطي من سكان قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد كَانَ من أهل الْعلم بالنحو واللغة والأشعار والتفنن وَكَانَ يحفظ الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عبيد ويثابر عَلَيْهِ