المقرىء بدانية وَأخذ عَنهُ كثيرا وَسمع أَيْضا من أبي الْحسن الحصري الضَّرِير وَله رحْلَة حج فِيهَا وَكَانَ صاحبا لأبي الْحسن بن هُذَيْل فِي السماع من أبي دَاوُد وبقراءته سمع عَلَيْهِ التَّقَصِّي لِابْنِ عمر عبد الْبر سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ من أهل الْأَصَالَة والنباهة حدث عَنهُ ابْن هُذَيْل بقصيدة الحصري فِي الْقرَاءَات عَن ناظمها
٦٦٠ - اليسع بن عيسي بن حزم بْن عَبْد اللَّه بْن اليَسَع بْن عُمَر الغافقي
من أَهْل جيان وَسكن أَبوهُ المرية يكنى أَبَا يحيى أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَأبي الْعَبَّاس القصبي وَأبي الْقَاسِم بن أَبِي رَجَاء وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر وَسمع مِنْهُم وَمن أَبِي عَبْد اللَّه بن زغبية وَأبي الْحسن بن موهب وَأبي الْفضل بن شرف وَأبي مُحَمَّد بن الوحيدي وَأبي عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَقدم بلنسية فَسمع بهَا من أبي الْحسن بن هُذَيْل صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلَقي بهَا أَبَا حَفْص بن وَاجِب وَأَبا إِسْحَاق بن خفاجة الشَّاعِر وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد وَأَبُو عمرَان بن أبي تليد وَأَبُو بَحر الْأَسدي وَأَبُو عبد الله بن الْفراء وَأَبُو عَليّ بن سكرة وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأَبُو عبد الله البلغي وسواهم ورحل إِلَى الْمشرق فاستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وروى عَن السلَفِي وهنالك لقِيه أَبُو عبد الله التجِيبِي فِي رحلته سنة تسعين وَخَمْسمِائة ثمَّ انْتقل إِلَى مصر واشتمل عَلَيْهِ الْملك صَلَاح الدّين أَبُو المظفر يُوسُف بن أَيُّوب ورسم لَهُ جَارِيا يقوم بِهِ وَكَانَ يُكرمهُ ويشفعه فِي مطَالب النَّاس لِأَنَّهُ كَانَ أول من خطب على مَنَابِر العبيدية عِنْد نقل الدعْوَة العباسية تجاسر على ذَلِك حِين تهيبه سواهُ فحظي عِنْده وَعند قومه وَكَانَ فَقِيها مشاورا مقرئا مُحدثا حَافِظًا نسابة من أبدع النَّاس خطا وَأَحْسَنهمْ وراقة وَله حَظّ ضَعِيف من قرض الشّعْر وَألف تَارِيخا فِي الْمغرب وَأَهله سَمَّاهُ بالمغرب فِي محَاسِن الْمغرب وَقد سبق