إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن بن كوثر وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَغَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة لأهل الأندلس عَن أبي طَاهِر السلَفِي وَعَن الخشوعي وَكَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق لَقِي فِيهَا بالمهدية أَبَا يحيى بن الْحداد وبقابس أَبَا الْقَاسِم بن مجكان وَكَانَا من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ وأجازا لَهُ وقفل بعد ذَلِك إِلَى الْمغرب وَلم يحجّ فسكن مراكش وأقرأ هُنَالك وتجول كثيرا فِي الْفِتْنَة وَقبلهَا وَاسْتقر أخيرا بِمَدِينَة تونس وَبهَا لَقيته فِي شعْبَان سنة ٦٣٦ ثمَّ صحبته بعد ذَلِك طَويلا وَسمعت مِنْهُ بعض رِوَايَته وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ غير مرّة وأملي على أَسمَاء شُيُوخه وَادّعى الْإِكْثَار عَنْهُم فاستربت بذلك وَخفت أَن يتساهل فِي الرِّوَايَات تساهله فِي الْأَخْبَار والحكايات وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والآداب وَيسمع الحَدِيث ويشارك فِي جَمِيعهَا مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر وَإِدْرَاك فِي النثر وَتُوفِّي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٦٣٩ وَدفن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقربة من الْمصلى بِظَاهِر تونس وَقد نَيف بِزَعْمِهِ على السّبْعين
٣٧٣ - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم اللَّخْميّ الزَّاهِد من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ ابْن ملكون وَابْن سيد علمهما وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجد وَصَحب أَبَا عمرَان الميرتلي وَعَكَفَ على الْعِبَادَة والزهادة فطار ذكره بهَا وَقصر شعره على الزّهْد والمراثي وَالْحكم ودونه وَقد أَخذ عَنهُ وَله تأليف سَمَّاهُ بمحاسن الْأَبْرَار فِي مُعَاملَة الْجَبَّار يشْتَمل على أَخْبَار الصَّالِحين الإشبيليين وكف بَصَره بِأخرَة من عمره حدث عَنهُ وَعَن أَخِيه إِبْرَاهِيم صاحبنا أَبُو بكر بن سيد النَّاس وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعشَاء من لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ذِي الْحجَّة سنة ٦٣٩ وَدفن يَوْم الْخَمِيس بكدية الْخَيل
٣٧٤ - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن خلف بن عَليّ بن قَاسم الْأنْصَارِيّ من