أَبَا عمرَان كَانَ من أهل الْعلم وَالْأَدب وَله فِي الزّهْد وَغَيره أشعار حملت عَنهُ ذكره ابْن خير وَحدث عَن أبي جَعْفَر بن زيدون عَن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عَبَّاس المرشاني عَنهُ بمخمسته فِي الْحَج وأعماله كلهَا لقِيه بِمصْر وَقرأَهَا عَلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَبُو عمر الْمَعْرُوف بِابْن يمنالش الزَّاهِد ينشد لِابْنِ بهيج هَذَا
(إِنَّمَا دنياك سَاعَة ... فَاجْعَلْ السَّاعَة طاعه)
(وَاحْذَرْ التَّقْصِير فِيهَا ... واجتهد مَا قدر ساعه)
(وَإِذا أَحْبَبْت عزا ... فالتمس عز القناعه)
٤٥٠ - مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج الفِهري قرطبي يكنى أَبَا عمرَان كَانَت لَهُ عناية بِالْعلمِ وَكتب التَّبْصِرَة لمكي فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وقرأت بِخَطِّهِ كتب أَبُو مُحَمَّد بن أبي زيد إِلَى أبي الْحسن الْقَابِسِيّ
(أعجب مَا فِي الْأُمُور عِنْدِي ... إِضْمَار مَا تَدعِي الْقُلُوب)
(تأبى نفوس نفوس قوم ... وَمَا لَهَا عِنْدهَا ذنُوب)
(وتصطفي أنفس نفوسا ... وَمَا لَهَا عِنْدهَا عُيُوب)
(مَا ذَاك إِلَّا لمضمرات ... يعلمهَا الشَّاهِد الرَّقِيب)
وقرأت بِخَطِّهِ أَيْضا
(إلهي لَا تعذبني فَإِنِّي ... مقرّ بِالَّذِي كَانَ مني)
(فَمَا لي حِيلَة إِلَّا رجائي ... لعفوي إِن عَفَوْت وَحسن ظَنِّي)
(وَكم من زلَّة لي فِي الْخَطَايَا ... وَأَنت على ذُو فضل وَمن)
(إِذا فَكرت فِي ندمي عَلَيْهَا ... عضضت أناملي وقرعت سني)
(يظنّ النَّاس بِي خيرا وَأَنِّي ... لشر النَّاس إِن لم تعف عني)
(أجن بزهرة الدُّنْيَا جنونا ... وأقطع طول عمري بالتمني)
(وَلَو أَنِّي صدقت الزّهْد فِيهَا ... قلبت لأَهْلهَا ظهر الْمِجَن)
٤٥١ - مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن الْحسن من أهل مرجيق بغربي الأندلس وَيعرف بِابْن قنتلة بِالْقَافِ وَالنُّون وَضم التَّاء صحب القَاضِي أَبَا عبد الله بن شبرين