فَبعد صيته وَجل قدره
وَكَانَ من أهل الرِّوَايَة والدراية
حدث عَنهُ جلة من شُيُوخنَا وَغَيرهم
وَله تواليف مفيدة مِنْهَا كتاب الرَّوْض الآنف فِي شرح السّير لِابْنِ إِسْحَاق وَهُوَ أجل تواليفه
دلّ بِهِ على سَعَة حفظه ومتانة علمه وَذكر فِي آخِره أَنه ابْتَدَأَ إملاءه فِي الْمحرم سنة ٥٦٩ وَفرغ مِنْهُ فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَأَنه استخرجه من نَيف على مائَة وَعشْرين ديوانا أَو نَحْوهَا وَكتاب التَّعْرِيف والإعلام بِمَا أبهم فِي القرأن الْعَزِيز من الْأَسْمَاء الْأَعْلَام وَكتاب شرح آيَة الْوَصِيَّة وَله شرح فِي الْجمل أَظُنهُ لم يستوفه وَله مسَائِل مستغربة فِي فنون شَتَّى
واستدعي إِلَى مراكش ليسمع مِنْهُ بهَا فَتوفي هُنَالك سحر لَيْلَة الْخَمِيس ٢٥ من شعْبَان سنة ٥٨١ وَدفن لصَلَاة الظّهْر من ذَلِك الْيَوْم بمقربة من الْمصلى
ومولده سنة ٥٠٩ كَذَا قَالَ أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله
وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم أَخْبرنِي بمالقه أَنه ولد عَام سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة وَخَمْسمِائة شكّ فِيهِ لوُقُوع مداد على تَارِيخه
٩٠ - عبد الرَّحْمَن بن أَيُّوب بن تَمام الْأنْصَارِيّ من أهل مالقة يكنى أَبَا الْقَاسِم
روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي عبد الله بن مَعْمَر وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي بكر بن الْملح وَأبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن يُونُس بْن مغيث وَأبي بَكْر بن مَسْعُود الْخُشَنِي وَغَيرهم
وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وضروب الْآدَاب معنيا بهَا مبرزا فِيهَا وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَخرج من وَطنه وَأخذ بمرسية عَنْ أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ فِي سنة ٥٣٧ وَنزل دانية وَسمع هُنَالك من أَبِي الْوَلِيد بن خيرة سنة ٥٤٢ وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة وأسمع الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الشَّرِيك وَتُوفِّي بمالقة فِي الْعشْر الأول من شَوَّال سنة ٥٨١
ذكره ابْن حوط الله وَفِيه كثير عَن غَيره
٩١ - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن الْحسن بن مُحَمَّد الْقرشِي الْأمَوِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم