للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الميانشي وَكَانَ من أهل الْفِقْه والْحَدِيث والنحو واللغة وَالْأَدب والتاريخ وَالْحِفْظ لأسماء الرِّجَال متصرفا فِي فنون كَثِيرَة راوية إخباريا أديبا شَاعِرًا معلما بِالْعَرَبِيَّةِ مُتَقَدما فِي صناعتها وَكتب للْقَاضِي أَبى حَفْص بن أَبِي عمر أَيَّام ولَايَته الْقَضَاء بفاس حدث وَسمع مِنْهُ جلة وَسَماهُ التجِيبِي فِي مشيخته وَقَالَ لَقيته بِمَدِينَة فاس أول مَا قدمتها فِي سنة ٥٧٩ فَأخذ عني وَسمع عَليّ ثمَّ قدمت عَلَيْهَا بنية استيطانها من شعْبَان فِي عَام أَرْبَعَة وَتِسْعين فَكتب لي بِخَطِّهِ فَوَائِد وقرأتها عَلَيْهِ مِنْهَا مَا حدث بِهِ عَن أَبِي الْحسن اللواتي قِرَاءَة عَلَيْهِ قَالَ قَرَأت عَليّ أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن حكم بْن بَاقٍ عَن أَبِي سعد بكر بن عَمْرو الزعيمي الْبَغْدَادِيّ عَن الشريف الرضي أَبِي الْحسن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الموسوي قَوْله

(لجام للمشيب ثني جماحي ... وذللني لأيام وراضا)

(أقرّ بلبسه وَلَقَد أَرَانِي ... أجاحده إباء وامتعاضا)

(تعوضت الْوَقار من التصابي ... أَشد عَليّ المعوض مَا استعاضا)

(لوى عني الخدود من الغواني ... وَقطع دوني الحدق المراضا)

(فَصَارَ بياضه عِنْدِي سوادا ... وَصَارَ سوَاده عِنْدِي بَيَاضًا)

قَالَ ابْن زَيْدَانَ وَله إِلَى الشريف الرضي من شعره

(خُذ من صديقك مرأى دون مستمع ... يَا بعد بَين عيان الْمَرْء وَالْخَبَر)

(قد يورق الْعود وَهُوَ ذُو يبس ... وتقبس النَّار من ذِي نعْمَة خضر)

(كذب عَلَيْك إِذا أرضاك ظَاهره ... شَهَادَة الصَّادِقين السّمع وَالْبَصَر)

(وَإِن سَمِعت فَقل مَا كَانَ عَن أذن ... وَإِن نظرت فَقل مَا كَانَ عَن نظر)

(إِن كنت لَا تصطفي إِلَّا أَخا ثِقَة ... فَانْظُر لنَفسك إخْوَانًا عَليّ قدر)

هَكَذَا بِخَط التجِيبِي أَبُو سعد بكر بن عَمْرو الزعيمي وَسَماهُ ابْن بشكوال فِي الصِّلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>