للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْبَاقِي لِمَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَقَالَ رديه فوَاللَّه لَا قَبِلْتُهُ أَخْرَجْتُهَا مِنَ الرِّقِّ وَزَوَجْتُهَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَرْضَى لِي بِهَذَا

فَلَمْ نَزَلْ نَطْلُبْ إِلَيْهِ أَنَا وَعُمُومَتِي حَتَّى قَبِلَهَا وَأَمَرَ لِي مِنْهَا بِأَلْفِ دِينَارٍ أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ مَنْصُورٌ الْبَرْمَكِيُّ كَانَ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ جَارِيَةٌ غُلامِيَّةٌ تَصُبُّ عَلَى يَدِهِ وَتَقِفُ عَلَى رَأْسِهِ وَكَانَ الْمأْمُونُ مُعْجَبًا بِهَا وَهُوَ أَمْرَدُ فَبَيْنَا هِيَ تَصُبُّ عَلَى هَارُونَ مِنْ إِبْرِيقٍ مَعَهَا وَالْمَأْمُونُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ قَدْ قَابَلَ بِوَجْهِهِ وَجْهَ الْجَارِيَةِ إِذْ أَشَارَ إِلَيْهَا بِقُبْلَةٍ فزبرتهبحاجبها وَأَبْطَأَتْ عَنِ الصَّبِّ فِي مَهْلَةٍ مَا بَيْنَ ذَلِكَ

فَنَظَرَ إِلَيْهَا هَارُونُ فَقَالَ مَا هَذَا فَتَلَكَّأَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ ضَعِي مَا مَعَكِ عَلَيَّ كَذَا إِنْ لَمْ تُخْبِرِينِي لأَقْتُلَنَّكِ فَقَالَتْ أَشَارَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بِقُبْلَةٍ

فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْحَيَاءِ وَالرُّعْبِ مَا رَحِمَهُ مِنْهُ

فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ أَتُحِبُّهَا قَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ قُمْ فَاخْلُ بِهَا فِي تِلْكَ الْقُبَّةِ

فَقَامَ فَفَعَلَ فَقَالَ لَهُ هَارُونُ قُلْ فِي هَذَا شِعْرًا

فَأَنْشَأَ يَقُولُ

ظَبْيٌ كَتَبْتُ بِطَرْفِي ... عَنَّ الضَّمِيرِ إِلَيْهِ

قَبَّلْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ ... فَاعْتَلَّ مِنْ شَفَتَيْهِ

وَرَدَّ أَحْسَنَ رَدٍّ ... بِالْكَسْرِ مِنْ حَاجِبَيْهِ

فَمَا بَرِحْتُ مَكَانِي ... حَتَّى قَدَرْتُ عَلَيْهِ

أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمسلمَة قَالَ أنبانا إِسْمَاعِيل

<<  <   >  >>