للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فصل)

من ترك صلاة عمدا حتى خرج وقتها هل ينفعه قضاؤها؟

الجواب تجده في وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما، قال ابن القيم: فصل في قول أبي بكر الصديق الذي لا يعلم أن أحدا من الصحابة أنكره عليه، قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زيد: أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: إني موصيك بوصية إن حفظتها، إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل وحقا بالليل لا يقبله بالنهار، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة … " (١).

فهذا أبو بكر قال: إن الله لا يقبل عمل النهار بالليل، ولا عمل الليل بالنهار، ومن يخالفنا بهذه المسألة يقولون بخلاف هذا صريحا، وأنه يقبل صلاة العشاء الآخرة وقت الهاجرة، ويقبل صلاة العصر نصف النهار.

قالوا: فهذا قول أبي بكر، وعمر، وابنه عبد الله، وسعد بن أبي وقاص،

وعبد الله بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وبديل (٢) العقيلي، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم، وغيرهم.

قال شعبة: عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله


(١) ضعيف - أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٩١٤)، وابن أبي شيبة ١٣/ ٢٥٩ - ٢٦١ و ١٤/ ٥٧٢ - ٥٧٥، وهناد في "الزهد" (٤٩٦)، وأبو داود في "الزهد" (٢٨)، والخلال في "السنة" (٣٣٧)، والآجري في "الشريعة" (١٢٠٢) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زبيد:
أن أبا بكر قال لعمر بن الخطاب: "إني موصيك بوصية … فذكره مطولا.
وهذا معضل، زبيد بن الحارث اليامي من الذين عاصروا صغار التابعين.
وأخرجه سعيد بن منصور في "التفسير من سننه" (٩٤٢) من طريق سعيد بن المرزبان، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٦، وفي "فضائل الخلفاء الأربعة" (٢٠٤)، وفي "معرفة الصحابة"
(١١٤) من طريق فطر بن خليفة، كلاهما عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، قال: "لما بلغ الناس، أن أبا بكر … فذكره.
وهذا مرسل إسناده صحيح.
وأخرجه ابن زبر الربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" (ص ٣٤ - ٣٦) حدثنا مصعب بن إسماعيل، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة: "أن أبا بكر الصديق … فذكره.
وهذا على إنقطاعه لم أجد ترجمة لمصعب بن إسماعيل أبي الحسن وراق علي بن عبد العزيز.
وأخرجه ابن زبر الربعي في "وصايا العلماء عند حضور الموت" (ص ٣٢ - ٣٤) حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد اليازوري بالرملة، قال: حدثنا حميد بن عياش السافري، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح:
"أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة … فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جدا، عبيد الله بن أبى حميد: متروك.
وأخرجه الطبري في "التفسير" ٢٢/ ١١٦ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، قال: دعا أبو بكر عمر رضي الله عنهما … فذكره.
وهذا مرسل ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم: ضعيف. وشيخ الطبري محمد بن حميد بن حيان الرازي: قال الذهبي: الحافظ، وثقه جماعة والأولى تركه.
(٢) في المطبوع (هذيل)، وهو تصحيف، وانظر "المحلى" ٢/ ٢٣٨ لابن حزم.

<<  <   >  >>