للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدليل الحادي عشر: ما رواه الدارمي بسنده عن [جابر بن] (١) عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مفتاح الجنة الصلاة" (٢) وهذا يدل على أن من لم يكن من أهل الصلاة لم تفتح له الجنة، وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلما، ولا تناقض بين هذا وبين الحديث الآخر وهو قوله: "مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" (٣). فإن الشهادة أصل المفتاح، والصلاة وبقية الأركان أسنانه التي لا يحصل الفتح إلا بها، إذ دخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه، وقال البخاري: وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.


(١) ما بين المعكوفين ليس في المطبوع
(٢) ضعيف - أخرجه الترمذي (٤)، وأحمد ٣/ ٣٤٠، والعقيلي في "الضعفاء" ٢/ ١٣٦، والطبراني في "الأوسط" (٤٣٦٤)، وفي "الصغير" (٥٩٦)، والبيهقي في "الشعب" (٢٤٥٥) من طريق حسين بن محمد المروذي، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١٧٥) من طريق يحيى بن حسان، وابن عدي في "الكامل" ٤/ ٢٤١ من طريق عبد الصمد بن النعمان، ثلاثتُهم عن سليمان بن قرم، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور".
وقال ابن عدي:
"ولا أعلم يرويه، عن أبي يحيى غير سليمان بن قرم".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن أبي يحيى القتات واسمه زاذان إلا سليمان بن قرم تفرد به الحسين".
وأخرجه الطيالسي (١٨٩٩)، ومن طريقه أبو الشيخ في "الطبقات" ٢/ ٢٨٠، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" ١/ ١٧٦، والبيهقي في "الشعب" (٢٤٥٦)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ١/ ٣٥٠ - ٣٥١ حدثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن أبي يحيى القتات به.
وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات: ليّن الحديث، وسليمان بن قرم هو نفسه سليمان بن معاذ الضبي: وهو سيء الحفظ، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ١٣٦: "سليمان بن قرم الضبي وهو ابن قرم بن معاذ، روى عن سماك، وأبي إسحاق، والأعمش، وواقد مولى زيد بن خليدة، وسنان أبي حبيب، روى عنه الثوري، وأبو الأحوص، ويحيى بن آدم، وأبو الجواب، وسلمة بن الفضل، وأبو داود الطيالسي، ونسبه أبو داود إلى جده كي لا يفطن له، سمعت أبي يقول ذلك".
ثم نقل تضعيفه عن ابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة، ونقل الخطيب في "الموضح" ١/ ٣٥٠ هذا الكلام ثم قال: "قوله إن أبا دود نسبه إلى جده لئلا يفطن له بعيد لأن يعقوب بن إسحاق الحضرمي قد حدث عن سليمان بن معاذ، أفترى يعقوب أيضا قصد ألا يفطن له أنه سليمان بن قرم؟! هذا بعيد في نفسي والله أعلم، وموضع الشبهة في أمر هذين الرجلين أنهما في طبقة واحدة، وأنهما ضبيان، على أن سليمان بن معاذ قد نسب في رواية يعقوب ابن إسحاق الحضرمي عنه إلى بني تيم أو تميم فأما نسبه إلى بني ضبة فقد ذكر عن أبي داود في عدة أحاديث".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" ٤/ ٢١٤:
"وممن فرّق بينهما ابن حبان تبعا للبخاري، ثم ابن القطان، وذكر عبد الغني بن سعيد في "إيضاح الإشكال" أن من فرق بينهما فقد أخطأ.
وكذا قال الدارقطني، وأبو القاسم الطبراني.
وقال ابن حبان: كان رافضيا غاليا في الرفض، ويقلب الأخبار مع ذلك.
وقال في "الثقات": سليمان بن معاذ يروي عن سماك، وعنه أبو داود.
وجزم ابن عقدة بأنه سليمان بن قرم، وأن أبا داود الطيالسي أخطأ في قوله سليمان بن معاذ".
(٣) ضعيف - أخرجه أحمد ٥/ ٢٤٢، والبزار (٢٦٦٠)، والطبراني في "الدعاء" (١٤٧٩)، وابن عدي في "الكامل" ٥/ ٦٠، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (١٨٩)
من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه ثلاث علل:
الأولى: الانقطاع، قال البزار: "شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل".
الثانية: شهر بن حوشب ضعيف.
الثالثة: إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن أهل الحجاز.
وأخرجه المحاملي في "الأمالي" - رواية الفارسي (٣٦١) حدثنا محمد بن خلف المقرئ، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل، عن معاذ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال له حين بعثه إلى اليمن:
"إنك ستأتي أهل الكتاب، ويسألونك عن مفتاح أهل الجنة؟ فقل شهادة أن لا إله إلا الله".
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ٢٥٩ من طريق أبي أمية، حدثنا الحسين بن محمد، أخبرنا جرير بن حازم، عن محمد بن أبي بكر، عن رجل، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال له حين بعثه إلى اليمن:
"إنك ستأتي أهل الكتاب فيسألونك عن مفاتيح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله".
ليس فيه ابن إسحاق، وإسناده ضعيف، فيه من أبهم، وأبو أمية هو محمد بن إبراهيم بن مسلم: قال الحاكم: صدوق كثير الوهم.
وقد خالفه محمد بن خلف المقرئ فذكر ابن إسحاق في إسناده، وروايته أولى بالصواب.
وأخرجه ابن شاهين في "فضائل الأعمال" (٧)، والديلمي (٨٤٧٥)، وكما في "الغرائب الملتقطة" - مخطوط: عن جعفر بن أحمد بن محمد المروزي، قال: حدثنا السري بن يحيى، أخبرنا شعيب بن إبراهيم التيمي، أخبرنا سيف بن عمر، حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري - وكان فيمن بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عمال اليمن - قال:
"فرق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عماله، وبعث معاذ بن جبل معلما إلى اليمن وحضرموت، وقال: يا معاذ إنك تقدم على أهل الكتاب وإنهم سائلوك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها تخرق كل شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل، لا يحجب دونه. فمن جاء بها يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب".
وإسناده تالف، سيف بن عمر الضبي: قال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الأثبات. قال: وقالوا: إنه كان يضع الحديث".
وشعيب بن إبراهيم الكوفي: قال ابن عدي: "له أحاديث وأخبار، وهو ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة، وفيه بعض النكرة، لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف".
وقال الذهبي في "الميزان" ٢/ ٢٧٥: "فيه جهالة".
وسهل ين يوسف وأبوه: مجهولان، قال ابن عبد البر: لا يعرف، ولا أبوه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٨/ ٤١٠ من طريق عبد الله بن محمد البغوي، حدثني السري بن يحيى أبو عبيدة التميمي، حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن صخر مطولا.
فسقط منه شعيب بن إبراهيم التيمي، وسيف بن عمر!
وجاء من حديث أنس، ومعقل بن يسار المزني:
أما حديث أنس:
فأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (١٩٠) حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحزار الكوفي، حدثنا أبي، حدثنا أبو عمرو الأودي، حدثنا أبي، عن طعمة بن عمرو، عن أبان، عن أنس، قال: "قال أعرابي: يا رسول الله، ما مفاتيح الجنة؟ قال: لا إله إلا الله".
إسناده ضعيف جدا، أبان بن أبي عياش: فيروز، ويقال: دينار: متروك.
وشيخ أبي نعيم، وأبوه: لم أجدهما، وفي "حلية الأولياء" ٤/ ٣٧٦ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسين الخراز الكوفي.
وأما حديث معقل:
فأخرجه الطبراني ٢٠/ (٤٩٧) من طريق داود بن بكر التستري، حدثنا حبان بن أغلب بن تميم، عن أبيه، عن المعلى بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"لكل شيء مفتاح، ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله".
وهذا إسناد ضعيف جدا، أغلب بن تميم: قال المعلمي: في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص ٣٠٣): "تالف".
وابنه حَبان بن أغلب السعدي: قال الذهبي في "الميزان" ١/ ٤٤٨: " شيخ لأبي حاتم، وهاه أبو حفص الفلاس.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث".
وداود بن بكر التستري: لم أجد له ترجمة، وعند البزار (١٠٠٨٠) حديث داود بن بكر التستري قال: حدثنا حبان بن أغلب، حدثنا أبي، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:
"من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".

<<  <   >  >>