للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٢ - وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.

٣٣ - وروي عن حماد بن زيد، عن أيوب رضي الله عنه، قال: "ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه" (١).

٣٤ - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر الصلاة يوما، فقال: "من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيّ بن خلف" رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني في "الكبير"، و "الأوسط"، وابن حبان في "صحيحه" (٢).

٣٥ - وعن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه قال: "سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قول الله عز وجل {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٥]، قال: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها" رواه البزار من رواية عكرمة بن إبراهيم، وقال: رواه الحفاظ موقوفا ولم يرفعه غيره (٣).

قال الحافظ رضي الله عنه: وعكرمة هذا هو الأزدي مجمع على ضعفه، والصواب وقفه.

٣٦ - وعن مصعب بن سعد رضي الله عنه، قال: قلت لأبي يا أبتاه أرأيت قوله تبارك وتعالى {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: ٥]، أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟ قال: ليس ذاك إنما هو إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت" رواه أبو يعلى بإسناد حسن (٤).

٣٧ - وعن نوفل بن معاوية رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله" رواه ابن حبان في "صحيحه" (٥).

٣٨ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من


(١) قال المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٩٧٨): حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، قال: فذكره.
وإسناده صحيح، أبو النعمان هو محمد بن الفضل، المعروف بعارم.
(٢) إسناده حسن - تقدم تخريجه انظر الحاشية رقم (٢١).
(٣) ضعيف مرفوعا - تقدّم الكلام عليه، انظر الحاشية رقم (٤).
(٤) إسناده حسن - تقدّم الكلام عليه، انظر الحاشية رقم (٤) و (٥).
(٥) أخرجه البخاري (٣٦٠٢) حدثنا عبد العزيز الأويسي، ومسلم (٢٨٨٦ - ١١)، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" (١٧٢١٦) من طريق يعقوب بن إبراهيم،
كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، عن نوفل بن معاوية مرفوعا "من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله".
وأخرجه أحمد في "المسند" (القسم الملحق بمسند الأنصار) حدثنا فزارة بن عمر، حدثنا إبراهيم - يعني ابن سعد - حدثنا ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن ابن مطيع ابن الأسود، عن نوفل بن معاوية الديلي به.
وإسناده ضعيف من أجل فزارة بن عمر فقد تفرد بالرواية عنه الإمام أحمد، وقال أبو زرعة: لا أعرفه.
وقال الحسيني: فيه نظر.
وقد وهم في هذا الحديث، فأسقط صالح بن كيسان من إسناده.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٥٥)، وابن المظفر في "غرائب مالك" (٧)، والبيهقي في "الشعب" (٢٥٨٣)، والمزي في "تهذيب الكمال" ١٧/ ٤٠٨ من طريق خالد بن عبد الله الطحان، وابن المظفر في "غرائب مالك" (٨) من طريق القاسم بن مبرور، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عبد الرحمن بن مطيع، عن نوفل بن معاوية، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"من الصلوات صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله - يعني صلاة العصر-".
وقال البيهقي:
"ورواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي بكر، عن نوفل بن معاوية في العصر دون ذكر عبد الرحمن بن مطيع في إسناده".
أخرجه أحمد ٥/ ٤٢٩، والشافعي ١/ ٥٣، والطيالسي (١٣٣٣) و (١٩١٢)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٥٣) و (٩٥٤)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣١٩٥)، وابن حبان (١٤٦٨)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ١٥٤، وابن المظفر في "غرائب مالك" (٦)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" ٥/ ٢٦٨٥، والبيهقي ١/ ٤٤٥، وفي "المعرفة" (٢٧٠٤) و (٢٧١٠)، وفي "الشعب" (٢٥٨٤)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٤/ ٥٩٦ من طرق عن ابن أبي ذئب، وابن المظفر في "غرائب مالك" (٥) من طريق مالك بن أنس، كلاهما عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن نوفل بن معاوية الديلي، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول:
"من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله".
وفي لفظ "من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله".
وآخر "من ترك الصلاة كأنما وتر أهله وماله".
وله طريقان آخران عن نوفل:
الطريق الأول - أخرجه ابن أبي شيبة ١/ ٣٤٢، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٥٢) حدثنا شبابة، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٩٥٢) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن نوفل ابن معاوية بن عروة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
"من الصلوات صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله"، قال ابن عمر رضي الله عنه، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هي العصر".
وأخرجه النسائي (٤٧٩)، ومن طريقه الخطيب في "الكفاية" (ص ٤١٤) أخبرنا عيسى بن حماد زغبة، والخطيب في "الكفاية" (ص ٤١٣) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك أنه بلغه، أن نوفل بن معاوية، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
"من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله"، قال ابن عمر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هي صلاة العصر"
وأخرجه البيهقي في "المعرفة" (٢٧٠٨) من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن ابن أبي ذئب، عن عراك، أنه: بلغه أن نوفل بن معاوية بن عروة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: "هي العصر".
وقال الخطيب:
"وقد خالف الليثَ: جعفرُ بن ربيعة، فرواه عن عراك كذلك أن نوفلا حدثه به، وتابعه محمد ابن إسحاق فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك كذلك".
أخرجه النسائي (٤٨٠)، وفي "الكبرى" (٥٢) - ترقيم مائة حديث ساقطة من سنن النسائي الكبرى، وأحمد في "المسند" (القسم الملحق بمسند الأنصار)، والخطيب في "الكفاية" (ص ٤١٤) من طريق محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن عراك بن مالك الغفاري، سمعت نوفل بن معاوية الديلي - وهو جالس مع ابن عمر بسوق المدينة - يقول: صلاة من فاتته، فكأنما وتر أهله وماله، قال: فقال عبد الله - يعني ابن عمر -: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هي العصر".
وأخرجه النسائي (٤٧٨)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ٣/ ١٥٥، والبيهقي في "الشعب" (٢٥٨٦)، والخطيب في "الكفاية" (ص ٤١٤) من طريق جعفر بن ربيعة، أن عراك بن مالك حدثه، أن نوفل بن معاوية حدثه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
"من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله"، قال عراك: وأخبرني عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله".
وقال الخطيب: "والحكم يوجب القضاء في هذا الحديث لجعفر بن ربيعة بثبوت إيصاله الحديث لثقته وضبطه، ورواية الليث ليست تكذيبا له، لجواز أن يكون عراك بلغه هذا الحديث عن
نوفل بن معاوية ثم سمعه منه بعد فرواه على الوجهين جميعا، والله أعلم".
الطريق الثاني - أخرجه عبد الرزاق (٢٢٢٠)، ومن طريقه الطبراني ١٩/ (١٠٤٢)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" ٥/ ٢٥٠٨ عن ابن أبي سبرة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يوتر أحدكم أهله وماله خير له من أن يفوته وقت صلاة العصر".
وليس في مطبوع "مصنف عبد الرزاق" (العصر)، وقد أثبتها عن عبد الرزاق: ابن الأثير في "أسد الغابة" ٤/ ٤٣٩، وابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (١٠٠١٨)، والمتقي الهندي في "كنز العمال" (١٩٤٠٣)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني وأبو نعيم بإثباتها، وإسناده تالف، ابن أبي سبرة: قال ابن حبان في "المجروحين" ٣/ ١٤٧:
"يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه، سمعت محمد بن المنذر يقول: سمعت عباس بن محمد يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري ليس حديثه بشيء".
وله شواهد من حديث أبي المليح، وابن عمر، وأبي الدرداء، انظر تخريجها في كتابي "أحاديث الأحكام رواية ودراية" برقم (٨١).

<<  <   >  >>