الرَّحْمَة، فَمن قَالَ إِن الصَّلَاة من الله رَحْمَة أَرَادَ هَذَا الْمَعْنى، لَا ان الصَّلَاة وضعت للرحمة
وَأما الْمجَازِي فكإرادة الْخَيْر وَنَحْوه مِمَّا يَلِيق بِهَذَا الْمقَام
والاشتراك لَا يكون إِلَّا باللفظة الْمُشْتَركَة؛ والتوهم يكون بهَا وبغيرها من تَحْرِيف أَو تَبْدِيل؛ والإيضاح يكون فِي الْمعَانِي خَاصَّة وَهَذَا نوع اشْتِرَاك اللَّفْظَة
واشتراك النكرات مَقْصُود بِوَضْع الْوَاضِع فِي كل مُسَمّى غير معِين
واشتراك المعارف فِي الاعلام اتفاقي غير مَقْصُود بِالْوَضْعِ
والاشتراك فِي البديع ثَلَاثَة أَقسَام: قِسْمَانِ مِنْهَا من الْعُيُوب والسرقات
وَقسم وَاحِد من المحاسن: وَهُوَ أَن يَأْتِي النَّاظِم فِي بَيته بِلَفْظَة مُشْتَركَة بَين مَعْنيين اشتراكا أَصْلِيًّا أَو فرعيا فَيَسْبق ذهن السَّامع إِلَى الْمَعْنى الَّذِي لم يردهُ النَّاظِم فَيَأْتِي فِي آخر الْبَيْت بِمَا يُؤَكد أَن الْمَقْصُود غير مَا توهمه السَّامع كَقَوْلِه:
(شيب المفارق يروي الضَّرْب من دمهم ... ذوائب الْبيض بيض الْهِنْد لَا اللمم)
فلولا (بيض الْهِنْد) لسبق ذهن السَّامع إِلَى أَنه أُرِيد بيض اللمم لقَوْله: " شيب المفارق "
الاشارة: التَّلْوِيح بِشَيْء يفهم مِنْهُ النُّطْق؛ فَهِيَ ترادف النُّطْق فِي فهم الْمَعْنى
وَالْإِشَارَة عِنْد إِطْلَاقهَا حَقِيقَة فِي الحسية، وَإِشَارَة ضمير الْغَائِب وأمثالها ذهنية لَا حسية
وَالْإِشَارَة إِذا اسْتعْملت ب (على) يكون المُرَاد الْإِشَارَة بِالرَّأْيِ، وَإِذا اسْتعْملت ب (إِلَى) يكون المُرَاد الْإِيمَاء بِالْيَدِ
واشار بِهِ: عرفه
وَالْإِشَارَة الحسية: تطلق على مَعْنيين
أَحدهمَا: أَن يقبل الْإِشَارَة بِأَنَّهُ هَهُنَا أَو هُنَاكَ
وَثَانِيهمَا: أَن يكون مُنْتَهى الْإِشَارَة الحسية - أَعنِي الامتداد الخطي أَو السطحي الْآخِذ من المشير - منتهيا إِلَى الْمشَار إِلَيْهِ
وَالْإِشَارَة عبارَة عَن أَن يُشِير الْمُتَكَلّم إِلَى معَان كَثِيرَة بِكَلَام قَلِيل يشبه الْإِشَارَة بِالْيَدِ، فَإِن المشير بِيَدِهِ يُشِير دفْعَة وَاحِدَة إِلَى أَشْيَاء لَو عبر عَنْهَا لاحتاج إِلَى أَلْفَاظ كَثِيرَة وَمن أمثلتها قَوْله تَعَالَى: {وغيض المَاء} فانه أَشَارَ بِهَاتَيْنِ اللفظتين إِلَى انْقِطَاع مَادَّة الْمَطَر وبلع الأَرْض وَذَهَاب مَا كَانَ حَاصِلا من المَاء على وَجههَا من قبل
وَالْإِشَارَة إِلَى الشَّيْء تَارَة تكون بِحَسب شخص، وَأُخْرَى بِحَسب نَوعه، قَالَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي يَوْم عَاشُورَاء: " هَذَا الْيَوْم الَّذِي أظهر الله فِيهِ مُوسَى على فِرْعَوْن " وَالْمرَاد: النَّوْع وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَخلق مِنْهَا زَوجهَا} أَي: من نوع الْإِنْسَان زوج آدم، وَالْمَقْصُود مِنْهُ التَّنْبِيه على أَنه تَعَالَى جعل زوج آدم إنْسَانا مثله؛ وَقد ورد التَّفْسِير بذلك عَن ابْن عَبَّاس وَهُوَ حبر الْأمة
واشارة النَّص مَا عرف بِنَفس الْكَلَام لَكِن بِنَوْع تَأمل وَضرب تفكر، غير أَنه لَا يكون مرَادا بالانزال، نَظِيره فِي الحسيات أَن من نظر إِلَى شَيْء يُقَابله فَرَآهُ وَرَأى غَيره مَعَ أَطْرَاف عينه مِمَّا يُقَابله فَهُوَ مَقْصُود بِالنّظرِ، وَمَا وَقع عَلَيْهِ أَطْرَاف بصر فَهُوَ