وَلَو كَانَ المُرَاد بِهِ الطُّهْر كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي لبطل مُوجب الْخَاص، وَهُوَ ثَلَاثَة لِأَن الطَّلَاق لمسنون هُوَ الَّذِي يكون فِي حَالَة الطُّهْر، فَإِذا طَلقهَا فِيهِ يلْزم أَن لَا يجب عَلَيْهَا التَّرَبُّص ثَلَاثَة أطهار إِجْمَاعًا، لِأَن الطُّهْر الَّذِي وَقع فِيهِ الطَّلَاق مَحْسُوب عِنْد من قَالَ المُرَاد بِهِ الطُّهْر، فَحِينَئِذٍ تَنْقَضِي الْعدة بباقي ذَلِك الطُّهْر وطهرين آخَرين فينقص مُوجب الْعدَد عَن الثَّلَاث، وَذَا لَا يجوز لِأَن فِيهِ إبِْطَال مُوجب الْخَاص بِخِلَاف مَا لَو حملناه على الْحيض لِأَنَّهُ يجب التَّرَبُّص بِثَلَاثَة قُرُوء كوامل
والقروء: جمع الطُّهْر
والأقراء جمع الْحيض
[الْقيام: جمع (قَائِم) مصدر (قُمْت)
وَقيام الْأَمر وقوامه: مَا يقوم الْأَمر بِهِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَمْوَالكُم الَّتِي جعل الله لكم قيَاما}
أَي: قواما]
الْقيام: قَامَ عَنهُ، وَله، وَبِه، وَإِلَيْهِ وَيسْتَعْمل بِغَيْر صلَة، وتختلف الْمعَانِي باخْتلَاف الصلات لتضمن كل صلَة معنى يُنَاسِبه، يُقَال: قَائِم بِالْأَمر إِذا تكفل بِهِ وَحفظه [واجتهد فِي تَحْصِيله وتجلد فِيهِ بِلَا توان وَحَقِيقَته: قَامَ ملتبسا بِالْأَمر وَالْقِيَام لَهُ يدل على الاعتناء بِشَأْنِهِ وَيلْزمهُ التجلد والتشمر فَأطلق الْقيام على لَازمه وَمِنْه: (قَامَت الْحَرْب على سَاقهَا) إِذا التحمت واشتدت كَأَنَّهَا قَامَت وتشمرت لسلب الْأَرْوَاح وتخريب الْأَبدَان
وَقَامَ كَذَا: إِذا دَامَ
وَقَامَ فِي الصَّلَاة: شرع فِيهَا
وَقَامَ عَلَيْهِ: راقبه
وَقَامَ الْحق: ظهر وَثَبت]
وَالْقِيَام بِمَعْنى الانتصاب لَا يتَعَدَّى بإلى
وَقَامَ إِلَيْهِ: توجه وَقصد نَحْو: {إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة} وَزِيَادَة إِلَى التضمن معنى الِانْتِهَاء أَي: الْقَصْد المنتهي إِلَى الشُّرُوع فِي الصَّلَاة كَمَا هُوَ الْمُعْتَبر فِي إِيجَاب الْوضُوء لَا مُطلق الْقَصْد إِلَيْهَا حَتَّى لَا يجب الْوضُوء على من قصد النَّافِلَة وَلم يصل
[وَالْقِيَام بِمَعْنى الْحُصُول فِي الْخَارِج شَائِع الِاسْتِعْمَال وَمِنْه: القيوم وَهُوَ الْحَاصِل بِنَفسِهِ المحصل بِغَيْرِهِ، وَمِنْه القوام لما يُقَام بِهِ الشَّيْء أَي يحصل
والاقامة: إفعال من (الْقيام) والهمزة للتعدية
فَمَعْنَى (أَقَامَ الشَّيْء) جعله قَائِما أَي منتصبا ثمَّ قيل: أَقَامَ الْعود إِذا قومه أَي: سواهُ وأزال اعوجاجه فَصَارَ قويما يشبه الْقيام وتستعار الْإِقَامَة من تَسْوِيَة الْأَجْسَام الَّتِي صَارَت حَقِيقَة فِيهَا لتسوية الْمعَانِي كتعديل أَرْكَان الصَّلَاة على مَا هُوَ حَقّهَا]
وَقَوله تَعَالَى: {قَائِم وحصيد} من الْقيام بالتسخير
وَقَوله: {أم من هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا} من الْقيام الَّذِي هُوَ بِالِاخْتِيَارِ
وَقَوله: {كونُوا قوامين بِالْقِسْطِ} ، (قَائِما