للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْقرْيَة: الْأَبْنِيَة الَّتِي تجمع النَّاس، من قَوْلهم: قريت المَاء فِي الْحَوْض إِذا جمعته فِي " الْقَامُوس ": الْمصر الْجَامِع [فِي الْعرف: الكورة كالبلدة، والقرية اسْم للعمران، وَأما فرغانة وَسعد وتركستان وفام وخراسان فَإِنَّهَا اسْم لولاية حَتَّى لَو حلف لَا يدخلهَا فَدخل قَرْيَة من قراها حنث، وَفِي بُخَارى اخْتِلَاف، وَالْفَتْوَى فِي زَمَاننَا على أَنه اسْم للعمران]

وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {واسأل الْقرْيَة} إِن الْقرْيَة هُنَا الْقَوْم أنفسهم وعَلى هَذَا {قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة}

وَأما الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ رَبك ليهلك الْقرى} ، و {من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا} فَهِيَ اسْم للمدينة

والقصبة: الْمَدِينَة أَو مُعظم المدن

والقرية والبلدة كِلَاهُمَا اسْم لما هُوَ دَاخل الربض وقوى الْحجاز لَا تَنْصَرِف، وقرى السوَاد تَنْصَرِف، وَصرف الْمصر بِسُكُون وَسطه كنوح أَو على تَأْوِيل الْبَلَد

القوصرة، بتَشْديد الرَّاء: وعَاء التَّمْر يتَّخذ من قصب سمي بهَا مَا دَامَ فِيهَا تمر، وَإِلَّا يُقَال زنبيل

قد: كلمة (قد) تثبت المتوقع، كَمَا أَن (لما) تنفيه وتدل على ثباته إِذا دخل على الْمَاضِي وَلذَلِك تقربه من الْحَال وَلها سِتَّة معَان: التوقع نَحْو: يقدم الْغَائِب وَالْيَوْم

وتقريب الْمَاضِي من الْحَال نَحْو: قد قَامَ زيد

وَالتَّحْقِيق نَحْو: {قد أَفْلح من زكاها}

وَالنَّفْي نَحْو: قد كنت فِي خير فتعرفه

بِنصب (تعرفه)

والتقليل نَحْو: قد يصدق الكذوب

والتكثير نَحْو قَوْله: قد أترك الْقرن مصفرا أنامله

قد: الَّتِي للتحقيق تدخل على الْمُضَارع وعَلى الْمَاضِي وَكَذَا حَيْثُ جَاءَت بعد اللَّام

وَالَّتِي للتقريب تخْتَص بالماضي، وَلذَلِك يحسن وُقُوع الْمَاضِي موقع الْحَال إِذا كَانَ مَعَه (قد)

وَالَّتِي للتقليل تخْتَص بالمضارع سَوَاء كَانَ لتقليل وُقُوع الْفِعْل نَحْو: (قد يصدق الكذوب) أَو لتقليل مُتَعَلّقه نَحْو: {قد يعلم مَا أَنْتُم عَلَيْهِ} : أَي أَن مَا هم عَلَيْهِ أقل مَعْلُومَات الله تَعَالَى

وَفِي (قد قَامَت الصَّلَاة) ثَلَاثَة معَان مجتمعة: التَّحْقِيق، والتوقع والتقريب وَقد يكون مَعَ التَّحْقِيق التَّقْرِيب من غير توقع، كَمَا تَقول: (قد ركب زيد) ، لمن يتَوَقَّع ركُوبه

وَقد تستعار (قد) للتكثير لمجانسة بَين الضدين، كَمَا أَنهم يعْملُونَ مثل ذَلِك فِي (رب)

وَلَفْظَة (قد) لَا تدل ظَاهرا على تبعيض الْأَفْرَاد لَكِنَّهَا لَيست مَخْصُوصَة بِبَعْض الْأَوْقَات، بل قد تكون لتبعيض الْمَقَادِير أَيْضا، وَرُبمَا يلْزم مِنْهُ

<<  <   >  >>