جزئية الحكم كَمَا فِي قَوْلك: (الْحَيَوَان قد يكون إنْسَانا)
وَوُجُوب (قد) فِي الْمَاضِي الْمُثبت الْوَاقِع حَالا إِذا لم يكن بعد (إِلَّا) ، وَإِلَّا فالاكتفاء بالضمير وَحده بِدُونِ (قد) وَالْوَاو أَكثر لِأَن الْأَغْلَب فِي (إِلَّا) أَن تدخل على الِاسْم، وَلَفْظَة (قد) لَا تدخل عَلَيْهِ
[وَذكر الحديثي أَن (قد) إِنَّمَا تجب فِي الْمَاضِي الْمُثبت الْوَاقِع حَالا إِذا لم تُوجد الْوَاو فِيهِ، وَبَين فِي علم الْمعَانِي أَن تصدير الْمَاضِي الْمُثبت بِلَفْظ (قد) لمُجَرّد اسْتِحْسَان لَفْظِي]
و (قد) اسْم فعل مرادفة ليكفي نَحْو: (قدني دِرْهَم) ، (وَقد زيدا دِرْهَم) أَي: يَكْفِي وَاسم مرادف لحسب وتستعمل مَبْنِيَّة غَالِبا نَحْو: (قد زيد دِرْهَم) ، بِالسُّكُونِ ومعربة نَحْو: (قد زيد) بِالرَّفْع
وحرفية (قد) مُخْتَصَّة بِالْفِعْلِ الْمُتَصَرف الخبري الْمُثبت الْمُجَرّد من جازم وناصب وحرف تَنْفِيس
قبل: هِيَ فِي الأَصْل من قبيل أَلْفَاظ الْجِهَات السِّت الْمَوْضُوعَة لأمكنة مُبْهمَة، ثمَّ استعيرت لزمان مُبْهَم سَابق على زمَان مَا أضيفت هِيَ إِلَيْهِ للمشابهة بَينه وَبَين مَعْنَاهَا الْأَصْلِيّ، أَعنِي الْمَكَان الْمُبْهم الَّذِي يُقَابل جِهَة (قُدَّام) الْمُضَاف إِلَيْهِ فِي الْإِبْهَام، وَوُجُود معنى التَّقَدُّم وَوُقُوع الْفِعْل فيهمَا، فَكَمَا أَنَّهَا تعم جَمِيع الْأَمْكِنَة الَّتِي تقَابل تِلْكَ الْجِهَة إِلَى انْقِطَاع الأَرْض بِحَسب مَعْنَاهَا الأول الْمُسْتَعَار مِنْهُ، كَذَلِك تعم جَمِيع الْأَزْمِنَة السَّابِقَة على زمَان الْمُضَاف إِلَيْهِ بِحَسب مَعْنَاهَا الثَّانِي الْمُسْتَعَار لَهُ
والقبلية والبعدية من المفعولات الثَّانِيَة
والقبلية الزمانية: عبارَة عَن تحقق الشَّيْء فِي زمَان لَا يتَحَقَّق فِيهِ الآخر، وَذَلِكَ أَعم من أَن لَا يتَحَقَّق ذَلِك الآخر أصلا، أَو يتَحَقَّق وَلَكِن لَا فِي ذَلِك الزَّمَان بل فِي زمَان لَاحق
[وقبلية الْوَاحِد على الِاثْنَيْنِ قبلية يجوز مَعهَا اجْتِمَاع الْقبل مَعَ الْبعد وَلَيْسَ قبلية الْقبل فِي الْحَادِث كقبلية الْوَاحِد فَإِن الْحَادِث مَعْدُوم فِي الْقبل مَوْجُود فِي الْبعد، وَلَو اجْتمعَا لاجتمع وجوده وَعَدَمه فَلَا بُد لَهَا من معروض تعرض هِيَ لَهُ لذاته دفعا للتسلسل]
وَقبل فِي قَوْلهم: الْمَاضِي هُوَ الزَّمَان الَّذِي قبل زمَان تكلمك لَو قرئَ بِضَم اللَّام لم يرد عَلَيْهِ أَنه ظرف زمَان فَيلْزم إِمَّا كَون الشَّيْء ظرفا لنَفسِهِ، أَو ثُبُوت زمَان آخر للزمان، وَهَذَا إِنَّمَا يتم لَو لم يكن (قبل) لَازم الظَّرْفِيَّة
و (قبل) مَقْرُونا بهاء الْكِنَايَة: وصف اللَّاحِق مثل: (جَاءَنِي زيد قبله عَمْرو) وَبِدُون الْهَاء وصف السَّابِق نَحْو: (جَاءَنِي زيد قبل عمر) وَهَكَذَا (بعد)
والقبلية الْمُطلقَة: لَا تتَوَقَّف على وجود مَا بعْدهَا حَتَّى لَو قَالَ: (أَنْت طَالِق قبل أَن تدخلي الدَّار) ، تنجز الطَّلَاق، دَلِيله قَوْله تَعَالَى: {فَتَحْرِير رَقَبَة من قبل أَن يتماسا} فَإِنَّهُ لَا يتَوَقَّف وُقُوع التَّحْرِير تكفيرا على وجود المماسة بِخِلَاف أَنْت طَالِق قبيل أَن أقْربك) حَيْثُ يتَعَلَّق الطَّلَاق بالقربان، لِأَن قبيل مُصَغرًا اسْم لساعة لَطِيفَة تتصل بالقربان وَلَا تعرف إِلَّا باتصاله بذلك الْفِعْل فَيصير موليا
والقبيل، كالعليم: الْخَيط الَّذِي يفتل إِلَى قُدَّام،