للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (الْأَمر لله) بتنزيل العلاقة الشَّدِيدَة منزلَة الِاخْتِصَاص وَلَام الاستغاثة بِالْفَتْح كَقَوْلِك: (يَا للنَّاس) وَلَام التَّعَجُّب وَالْقسم مَعًا كَقَوْلِه: لله يبْقى على الْأَيَّام ذُو حيد والتعجب الْمُجَرّد عَن الْقسم نَحْو: لله دره (لَام الْملك نَحْو: هَذِه الدَّار لزيد. لَام الْملك نَحْو: {لله مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} . لَام التَّمْلِيك نَحْو: وهبت لزيد. وَشبه التَّمْلِيك نَحْو: {وَجعل لكم من أَنفسكُم أَزْوَاجًا} ) وَالْأَصْل فِي لَام الْجَرّ وَهِي لَام الْملك أَن تكون للْملك فِيمَا يقبله كَقَوْلِه: {إِنَّمَا الصَّدقَات للْفُقَرَاء} لَا لمُجَرّد الِاخْتِصَاص إِلَّا إِذا كَانَ فِيمَا لَا يقبله كَقَوْلِهِم: (الْخلَافَة لقريش) لَام الدُّعَاء لَام مَكْسُورَة تجزم الْمُسْتَقْبل ويفتتح بهَا الْكَلَام فَيُقَال: لغير الله للْمُؤْمِنين، وليعذب الله الْكَافرين

وَلَام الْجُحُود لَا يَقع قبلهَا فعل مُسْتَقْبل فَلَا تَقول: (لن يكون زيد ليفعل) بِخِلَاف لَام (كي) نَحْو: (سأتوب ليغفر الله لي) لَام الْجُحُود تقع بعد مَا لَا يسْتَقلّ أَن يكون كلَاما دونهَا، وَلَام كي لَا تقع إِلَّا بَعْدَمَا يسْتَقلّ هُوَ كلَاما وَلَام الْأَمر يجوز تسكينه بعد وَاو أَو فَاء نَحْو {وليوفوا نذورهم} {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بِي} وَلَا يجوز ذَلِك فِي لَام (كي) وَمَا يَتَرَتَّب على فعل الْفَاعِل الْمُخْتَار إِن كَانَ ترتبه عَلَيْهِ بطرِيق الِاتِّفَاق والإمضاء من غير أَن يكون اقْتِضَاء وسببية تسمى اللَّام الدَّاخِلَة عَلَيْهِ لَام الصيرورة وَهِي الْعَاقِبَة والمآل كَقَوْلِه تَعَالَى: {فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا} ، وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبا ليضل النَّاس} أَي: عَاقِبَة كذبه ومصيره إِلَى الإضلال بِهِ

وَإِن كَانَ هُنَاكَ سَبَبِيَّة واقتضاء فِي نفس الْأَمر من غير أَن يكون حَامِلا للْفَاعِل عَلَيْهِ وباعثا لَهُ يُسمى ذَلِك اللَّام لَام التَّعْلِيل، وَيدخل كل مِنْهُمَا على مَا يَتَرَتَّب على أَفعَال الله بالِاتِّفَاقِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ فتنا بَعضهم بِبَعْض لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ من الله عَلَيْهِم من بَيْننَا} وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حَامِلا لَهُ عَلَيْهِ وباعثا لإقدامه على ذَلِك الْفِعْل يُسمى لَام الْغَرَض وَلَام الْعلَّة الغائية، وَلَا يجوز دُخُولهَا على مَا يَتَرَتَّب على أَفعَال الله تَعَالَى خلافًا للمعتزلة على مَا بَين فِي مَحَله

وَاللَّام فِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّمَا نملي لَهُم ليزدادوا إِثْمًا} لَام الْإِرَادَة عندنَا وَاللَّام لما فِيهَا من معنى الْإِرَادَة تصلح مُؤَكدَة لمضمون فعل الْإِرَادَة مثل:

<<  <   >  >>