للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(جئْتُك لأكرمك) ، كَمَا أَنَّهَا لما فِيهَا من الدّلَالَة على الِاخْتِصَاص زيدت لتأكيد معنى الْإِضَافَة الْمُقْتَضِيَة للاختصاص فِي نَحْو: (لَا أبالك) فَإِن أَصله (لَا أَبَاك)

وَاللَّام تقع زَائِدَة فِي قَوْلك: (ذَلِك) وَإِنَّمَا هُوَ (ذَاك) ، والزائدة أَنْوَاع مِنْهَا اللَّام المعترضة بَين الْفِعْل الْمُتَعَدِّي ومفعوله كَمَا فِي قَوْله:

(وَمن يَك ذَا عود صَلِيب رجا بِهِ ... ليكسر عود الدَّهْر فالدهر كاسره)

وَمِنْهَا اللَّام الْمُسَمَّاة بالمقحمة وَهِي المعترضة بَين المتضايفين نَحْو: (يَا بؤس للحرب) الأَصْل (يَا بؤس الْحَرْب) فأقحمت تَقْوِيَة للاختصاص

وَمِنْهَا اللَّام الْمُسَمَّاة بلام التقوية: وَهِي المزيدة لتقوية عَامل ضعف إِمَّا بِتَأْخِيرِهِ نَحْو: {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون} أَو بِكَوْنِهِ فرعا فِي الْعَمَل نَحْو: {فعال لما يُرِيد} ، {نزاعة للشوى}

وَاللَّام تكون للتَّأْكِيد وَرُبمَا يُقَال لَهَا لَام الِابْتِدَاء، وَهِي الدَّاخِلَة على الْمُبْتَدَأ وَخبر (إِن) نَحْو: {لَأَنْتُم أَشد رهبة} ، {وَإِن رَبك ليحكم بَينهم}

وكاللام الَّتِي تدخل على (قد) ، و (لَعَلَّ) ، وَتَكون لتوكيد النَّفْي وَهِي الدَّاخِلَة فِي خبر كَانَ، أَو يكون، منفيين نَحْو: {وَمَا كَانَ الله ليطلعكم على الْغَيْب} ، {وَلم يكن الله ليغفر لَهُم}

وَتَكون للتعدية نَحْو: {وتله للجبين}

وَتَكون لتبيين الْفَاعِل أَو الْمَفْعُول نَحْو: {فتعسا لَهُم} ، {وهيهات لما توعدون}

وَاللَّام الجازمة هِيَ لَام الطّلب نَحْو: {فليستجيبوا لي وليؤمنوا بِي} وإسكانها بعد الْفَاء وَالْوَاو أَكثر من تحريكها، وَقد تسكن بعد (ثمَّ) نَحْو: {ثمَّ ليقضوا}

والتهديد نَحْو: {وَمن شَاءَ فليكفر}

وجزمها بِفعل الْغَائِب كثير نَحْو: {فلتقم طَائِفَة} وبفعل الْمُخَاطب قَلِيل نَحْو: {فَلذَلِك فلتفرحوا} فِي قِرَاءَة التَّاء وَيفْعل الْمُتَكَلّم أقل وَمِنْه: {ولنحمل خطاياكم}

لَام الْإِضَافَة هِيَ اللَّام الجارة، وَالْفرق بَينهَا وَبَين لَام الِابْتِدَاء بجوهر الْمَدْخُول، فَإِنَّهُ ضمير مَرْفُوع فِي لَام الِابْتِدَاء، مجرور فِي لَام الْإِضَافَة، وَلَا تدخل لَام الْإِضَافَة إِلَّا على الِاسْم، فَلَا تَلْتَبِس على الجازمة الَّتِي لَا تدخل إِلَّا على الْفِعْل، وَلَا على الابتدائية لِأَنَّهَا تدخل على الْمُضَارع

(وَاللَّام تسْتَعْمل للقسم إِذا كَانَ مَوضِع تعجب كَمَا فِي قَول ابْن عَبَّاس: " دخل آدم الْجنَّة فَللَّه مَا

<<  <   >  >>