مُنْكرا للتَّأْكِيد بِخِلَاف الْحق حق، والصدق صدق، وَالْيَقِين يَقِين، لِأَنَّهُ كَلَام تَامّ بِنَفسِهِ خلاف الْمُعَرّف وَالْمُنكر والمكرر مِنْهُمَا، إِذْ لَا اسْتِقْلَال لكل مِنْهُمَا بِنَفسِهِ فِي تِلْكَ الصُّور، فَلَا بُد هُنَاكَ من الرَّبْط بِكَلَام الْمُدَّعِي
[وَالرَّفْع فِي بَاب المصادر الَّتِي أَصْلهَا النِّيَابَة عَن أفعالها يدل على الثُّبُوت والاستقرار بِخِلَاف النصب فَلَا يدل على التجدد والحدوث الْمُسْتَفَاد من عَامله الَّذِي هُوَ الْفِعْل فَإِنَّهُ مَوْضُوع للدلالة عَلَيْهِ بِخِلَاف الْجُمْلَة الإسمية فَإِنَّهَا مَوْضُوعَة للدلالة على مُجَرّد الثُّبُوت مُجَردا عَن قيد التجدد والحدوث فَنَاسَبَ أَن يقْصد بهَا الدَّوَام والثبات بِقَرِينَة الْمقَام ومعونته]
(والمصادر الَّتِي اسْتعْملت فِي دُعَاء الْإِنْسَان أَو عَلَيْهِ، أَو هِيَ صَالِحَة لذَلِك كلهَا مَنْصُوبَة بإضمار فعل لَا يظْهر، لِأَنَّهَا صَارَت عوضا عَن الْفِعْل الناصب لَهَا كهنيئا ومريئا، وكرامة، ومسرة وَسُحْقًا وبعدا، ونكسا وتعسا، وَمَا أشبه ذَلِك)
والمصادر الَّتِي لم يَأْتِ بعْدهَا مَا ببينها ويعين مَا تعلّقت بِهِ من فَاعل أَو مفعول لَيست مِمَّا يجب حذف فعله بل يجوز نَحْو: (سقاك الله سقيا) ، (ورعاك الله رعيا) وَأما مَا يبين فَاعله بِالْإِضَافَة نَحْو: (كتاب الله) ، و (صبغة الله) ، و (سنة الله)
أويبين فَاعله بِحرف الْجَرّ نَحْو: (بؤسا لَك، وَسُحْقًا لَك)
أَو يبين مَفْعُوله بِحرف الْجَرّ نَحْو: (غفرا لَك) ، (وعجبا مِنْك) ، (وشكرا لَك) فَيجب حذف الْفِعْل فِي هَذِه الصُّور قِيَاسا
والمصدر بِمَعْنى الْمَاضِي مثل: تعسا
وَبِمَعْنى الْمُسْتَقْبل مثل: معَاذ الله
وَبِمَعْنى اسْم الْفَاعِل مثل قَوْله تَعَالَى: {ماؤكم غورا}
وَبِمَعْنى الْمَفْعُول مثل: {هَذَا خلق الله}
وَبِمَعْنى الْأَمر مثل: {فَضرب الرّقاب}
وَقد يَأْتِي على زنة الْمَفْعُول كَقَوْلِه تَعَالَى: {ويدخلكم مدخلًا كَرِيمًا} أَي: إدخالا كَرِيمًا
وَقد جَاءَ على وَزنه (فاعلة) فِي مَوَاضِع من الْقُرْآن كالخائنة وَالْعَاقبَة والكاذبة والكاشفة واللاغية
والمصدر من الثلاثي الْمُجَرّد للْمُبَالَغَة قِيَاسه فتح التَّاء ك (التعداد والتهداد) وَأما (التِّبْيَان) ، بِالْكَسْرِ فقد حُكيَ عَن سِيبَوَيْهٍ أَنه قَائِم مقَام الْمصدر ك (الثَّبَات وَالعطَاء) ، وَلَيْسَ بمصدر الْمُبَالغَة ك (التّكْرَار، والتذكار)
وَقِيَاس الْمصدر الميمي واسمي الزَّمَان وَالْمَكَان من الثلاثي الْمُجَرّد ينْحَصر فِي وزنين مفعل، بِالْكَسْرِ [وَهُوَ لمصدر الْفِعْل الواوي الْمَحْذُوف فاؤه فِي مستقبله، وللزمان وَالْمَكَان من الْمِثَال الواوي، وَمن (مفعل) بِالْكَسْرِ] ، إِذا لم يكن معتل اللَّام و (مفعل) ، بِالْفَتْح وَهُوَ لغير مَا ذكر جَمِيعًا
(وَالْأَصْل وَالْغَالِب فِي أوزان مصَادر الْأَفْعَال الثلاثية) أَن (فعل) مَتى كَانَ مَفْتُوح الْعين كَانَ