للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مصدره على وزن (فعل) إِن كَانَ مُتَعَدِّيا، و (فعول) إِن كَانَ لَازِما

وَمَتى كَانَ (فعل) ، مكسور الْعين، وَيفْعل مَفْتُوح الْعين كَانَ مصدره على وزن (فعل) بِالْكَسْرِ والسكون إِن كَانَ مُتَعَدِّيا، و (فعل) بِفتْحَتَيْنِ إِن كَانَ لَازِما

وَمَتى كَانَ (فعل) مضموم الْعين كَانَ مصدره على وزن (فعالة) ، بِالْفَتْح، أَو (فعولة) ، بِالضَّمِّ، أَو (فعل) بِكَسْر الْفَاء وَفتح الْعين وَهَذَا هُوَ الْقيَاس فِي الْكل، وَأما المصادر السماعية فَلَا طَرِيق لضبطها إِلَّا السماع وَالْحِفْظ، وَالسَّمَاع مقدم على الْقيَاس

والمصدر كَمَا يكون من الْفِعْل الْمَعْلُوم يَجِيء أَيْضا من الْفِعْل الْمَجْهُول يُقَال: ضرب زيد ضربا وَقد صرح صَاحب " الْكَشَّاف " فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمن النَّاس من يتَّخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} فَإِن الْمَعْنى على تَشْبِيه محبوبية الْأَصْنَام من جهتهم بمحبوبية الله من جِهَة الْمُؤمنِينَ، إِذْ لَا دلَالَة فِي الْكَلَام على الْفَاعِل، أَعنِي الْمُؤمنِينَ وَصرح بِهِ العلامتان السعد وَالسَّيِّد رحمهمَا الله

وَلَفظ الْمصدر قد يسْتَعْمل فِي أصل مَعْنَاهُ، وَهُوَ الْأَمر النسبي وَقد يسْتَعْمل فِي الْهَيْئَة الْحَاصِلَة للْفَاعِل بِسَبَب تعلق الْمَعْنى المصدري بِهِ فَيُقَال حِينَئِذٍ إِنَّه مصدر من الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وَقد يسْتَعْمل فِي الْهَيْئَة الْحَاصِلَة للْمَفْعُول بِسَبَب تعلقه بِهِ، فَيُقَال حِينَئِذٍ إِنَّه مصدر من الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول وَقَالَ بَعضهم: كَيْفيَّة الْمصدر تطلق حَقِيقَة على كَون الذَّات بِحَيْثُ صدر عَنْهَا الْحَدث، وَبِهَذَا الِاعْتِبَار يُسمى الْمَبْنِيّ للْفَاعِل، وعَلى كَونهَا وَقع عَلَيْهَا الْحَدث، وَبِهَذَا الِاعْتِبَار يُسمى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ الْمَفْعُول الْمُطلق، وَصِيغَة الْمصدر مُشْتَركَة بَين الْمصدر الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وَبَين الْمصدر الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول وَبَين الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ، فالفاعل إِذا صدر مِنْهُ الْمُتَعَدِّي لَا بُد هُنَاكَ من حُصُول أثر حسي أَو معنوي نَاشِئ من الْفَاعِل بِلَا وَاسِطَة وَاقع على الْمَفْعُول من الْفَاعِل، أَو غَيره قَائِم من حَيْثُ الصُّدُور بالفاعل، وَمن حَيْثُ الْوُقُوع بالمفعول، فَإِذا نظرت إِلَى قيام ذَلِك الْأَثر بِذَات الْفَاعِل ولاحظت كَون الذَّات بِحَيْثُ قَامَ بِهِ كَانَ ذَلِك الْكَوْن مَا يعبر عَنهُ بِالْمَصْدَرِ الْمَبْنِيّ للْفَاعِل، وَإِذا نظرت إِلَى وُقُوعه على الْمَفْعُول، ولاحظت كَون الذَّات بِحَيْثُ وَقع عَلَيْهِ الْفِعْل كَانَ ذَلِك الْكَوْن مَا يعبر عَنهُ بِالْمَصْدَرِ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول، وَإِذا نظرت إِلَى عين ذَلِك الْأَثر كَانَ ذَلِك الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ

والمصدر نَوْعَانِ: غير مُشْتَقّ كالضرب، ومشتق من الْأَسْمَاء الجامدة كالتحجر من الْحجر وَلَا بُد أَن يكون مَعْنَاهُ مُشْتَمِلًا على معنى ذَلِك الِاسْم الجامد

والمصدر هُوَ الَّذِي لَهُ فعل يجْرِي عَلَيْهِ كالانطلاق فِي انْطلق

وَاسم الْمصدر هُوَ اسْم لِمَعْنى وَلَيْسَ لَهُ فعل يجْرِي عَلَيْهِ كالقهقرى، إِذْ لَا فرع لَهُ يجْرِي عَلَيْهِ من لَفظه

وَقد يَقُولُونَ: مصدر وَاسم مصدر فِي الشَّيْئَيْنِ المتقاربين (لفظا، أَحدهمَا للْفِعْل، وَالْآخر للآلة الَّتِي يسْتَعْمل بهَا الْفِعْل كالطهور وَالطهُور

<<  <   >  >>