للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْمَعْدُود الَّذِي هُوَ مُمَيّز الْعدَد مثل: رجل وَدِرْهَم بعد الْعدَد الْمَجْمُوع جمع الْمُؤَنَّث اللَّازِم على تَقْدِير جمع الْمِائَة بِالْألف وَالتَّاء وَأَن يُقَال: ثلثمئات رجل بعد كَون الْعَادة أَن يَجِيء بعد الْعدَد الَّذِي هُوَ فِي صُورَة الْجمع الْمُذكر، وَمثل عشْرين رجلا إِلَى تسعين، وَإِنَّمَا لم نجمعها لِأَن اسْتِعْمَال جمع مائَة مَعَ مميزها مرفوض فِي الْأَعْدَاد، وَلما كَانَ ثلثماثة جمعا فِي الْمَعْنى حسن إِضَافَته إِلَى الْجمع فِي {ثلثمِائة سِنِين} كَمَا فِي {بالأخسرين أعمالا} فَإِنَّهُ مُمَيّز بِالْجمعِ وَحقه الْمُفْرد نظرا إِلَى الْمُمَيز وَالنِّسْبَة مئوي

الْمَادَّة: هِيَ على رَأْي متأخري المنطقيين عبارَة عَن كَيْفيَّة كَانَت لنسبة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِيجَابا كَانَ أَو سلبا وعَلى رَأْي متقدميهم: عبارَة عَن كَيْفيَّة النِّسْبَة الإيجابية فِي نفس الْأَمر بِالْوُجُوب والإمكان والامتناع وَلها أَسمَاء باعتبارات

فَمن جِهَة توارد الصُّور الْمُخْتَلفَة عَلَيْهَا مَادَّة وطينة

وَمن جِهَة استعدادها للصور قَابل وهيولى

وَمن جِهَة أَن التَّرْكِيب يبتدأ مِنْهَا عنصر

وَمن جِهَة أَن التَّحْلِيل يَنْتَهِي إِلَيْهَا اسطقس

[والمادة وَالصُّورَة مخصوصتان بالأجسام وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين بطريانهما فِي الْأَعْرَاض أَيْضا]

المولد، كالمظفر: هُوَ من ولد عِنْد الْعَرَب وَنَشَأ مَعَ أَوْلَادهم وتأدب بآدابهم، وَهُوَ من الْكَلَام الْمُحدث

يُقَال: هَذِه عَرَبِيَّة مولدة وَمن أمثلته النحرير قَالَ الْأَصْمَعِي: لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، بل هِيَ كلمة مولدة

وَأجْمع أهل اللُّغَة على أَن (التشويش) لَا أصل لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَأَنه مولد وَكَذَا (القحبة) وَمَعْنَاهُ: الْبَغي [وَلَيْسَ هَذَا بأفحش من الزَّانِيَة كَمَا ظن] وَكَذَا قَول الْأَطِبَّاء: (بحران) ، وَكَذَا (الْفطْرَة) وَكَلَام الْعَرَب صَدَقَة الْفطر، وَكَذَا (الجبرية) خلاف الْقَدَرِيَّة، وَكَذَا (يَوْم باحور) وَهُوَ شدَّة الْحر فِي تموز وَكَذَا (برهن) والفصيح (أبره)

وَفِي " الصِّحَاح ": كنه الشَّيْء: نهايته، وَلَا يشتق مِنْهُ فعل وَقَوْلهمْ: (لَا يكتنه الْوَصْف) بِمَعْنى لَا يبلغ كنهه كَلَام مولد وَكَذَا كَافَّة الْخلق

وَلَا يستشهد على الْعُلُوم الثَّلَاثَة الَّتِي هِيَ علم اللُّغَة والتصريف والعربية إِلَّا بِكَلَام الْعَرَب نظما ونثرا، لِأَن الْمُعْتَبر فِيهَا ضبط ألفاظهم

وَأما علم الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع فقد يستشهد عَلَيْهَا بِكَلَام الْعَرَب وَغَيرهم لِأَنَّهَا رَاجِعَة إِلَى الْمعَانِي، وَلَا فرق فِي ذَلِك بَين الْعَرَب وَغَيرهم إِذا كَانَ الرُّجُوع إِلَى الْعقل

الْمُخْتَار: هُوَ لفظ مُتَرَدّد بَين الْفَاعِل وَالْمَفْعُول إِذْ أَصله بِكَسْر الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَبِفَتْحِهَا تحركت الْيَاء فِي كل مِنْهُمَا بعد فَتْحة وقلبت ألفا، وَيَقَع التَّمْيِيز لَهما بِحرف الْجَرّ، تَقول فِي الْفَاعِل: مُخْتَار لكذا، وَفِي الْمَفْعُول: مُخْتَار من كَذَا وَقد خطأ أَبُو عَمْرو الْأَصْمَعِي فِي تصغيره على مخيتير فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ مخيتر، أومخير، بِحَذْف التَّاء لِأَنَّهَا زَائِدَة

وَالْمُخْتَار: هُوَ الَّذِي إِن شَاءَ فعل وَإِن شَاءَ ترك

[أطلق على الْبَارِي على المذهبين وَهَذَا مُوَافق لما

<<  <   >  >>