للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله هذا ضعيف؛ لأن هذا متفرع على صحة الرواية وسلامتها من المعارضة، والأمر ليس كذلك.

الرابع: أن رواية أحمد في سندها زياد بن عبد الله البكائي، وهو متكلم فيه١. قال الحافظ ابن حجر: " صدوق ثبت في المغازي، وفي حديثه عن غير ابن إسحاق لين"٢. وقد عارضه غيره في هذه الرواية، فروايته تكون منكرة.

وقد تابعه داود بن الزبرقان عن عبد الأعلى، والحجاج عن أبي الضحى به، ولفظه: " لما نزلت سورة البقرة، نزل فيها تحريم الخمر، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك" رواه الخطيب٣. إلا أن داود بن الزبرقان قد ضعفه أكثر الأئمة تضعيفًا شديدًا٤. ولذا جعله ابن حجر في مرتبة: متروك٥. فهذه المتابعة لا تصلح؛ لشدة ضعف داود.

إذا تقرر أن الرواية المحفوظة هي قولها: " لما أنزلت الآيات من سورة البقرة في الربا" فربما يشكل على هذا أن آيات الربا من آخر ما نزل من القرآن، وتحريم الخمر تقدم قبل ذلك بمدة، فقد روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا"٦. والجواب عن هذا


١ تهذيب التهذيب (٣/٣٧٥،٣٧٦) .
٢ تقريب التهذيب: رقم الترجمة (٢٠٨٥) .
٣ تاريخ بغداد (٨/٣٥٨) .
٤ تهذيب التهذيب (٣/١٨٧-١٨٨) .
٥ تقريب التهذيب: رقم الترجمة (١٧٨٥) .
٦ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب التفسير (٨/٤٥٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>