للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُذري الدُّموعَ كذِي سقمٍ يُخامرهُ ... وما يخامرُ مِنْ سقمٍ سوَى الذِّكرِ

كمْ قدْ ذكرتكِ لوْ أُجزَى بذكركمُ ... يا أشبهَ النَّاسِ كلِّ النَّاسِ بالقمرِ

إنِّي لأجذَلُ أنْ أمشِي مقابلهُ ... حبّاً لرؤيةِ مَنْ أحببتُ في الصُّورِ

ولبعض أهل هذا العصر:

زُبالةُ لا همَّ اسقِها ثمَّ روِّها ... وقلَّتْ لها أضعافُ ذي الدَّعواتِ

ألا هلْ إلى نجدٍ وماءٍ بقاعِها ... سبيلٌ وأرواحٍ بها عطراتِ

وهلْ لي إلى تلكَ الطُّليحةِ عودةٌ ... علَى مثلِ تلكَ الحالِ قبلَ وفاتِي

فأشربَ مِنْ ماءِ السَّماءِ فأرتوي ... وأرعَى معَ الغزلانِ في الفلواتِ

وأُلصقَ أحشائِي برملِ زُبالةٍ ... وآنسَ بالظِّلمانِ والظَّبياتِ

وقال بعض الأعراب:

يا ليتَ شِعري وليتٌ أصبحتْ حرَجاً ... هلْ أهبطنَّ بلاداً ما بها دورُ

ألا سبيلَ إلى نجدٍ وساكِنها ... أمْ لا بنجدٍ حبيبُ الأهلِ مهجورُ

لقدْ تبدَّلتُ مِنْ نجدٍ وساكنهِ ... أرضاً بها الدِّيكُ يزقُو والسَّنانيرُ

وقال آخر:

ليتَ شِعري وأينَ منِّيَ ليتٌ ... إنَّ ليتاً وإنَّ لوّاً عناءُ

أيُّ ساعٍ سعى ليقطعَ حبلِي ... حينَ لاحتْ للصَّالحِ الجوزاءُ

واستكنَّ العصفورُ كُرهاً معَ الضَّ ... بِّ وأوفَى في عودهِ الحرباءُ

وأما أهلُ قريةٍ أنكرُوني ... عرفَتْني الدَّوِّيَّةُ الملساءُ

عرفتْ ليلَها الطَّويل وليلِي ... إنَّ ليلَ المحزونِ فيهِ عناءُ

وقال آخر:

عسَى اللهُ يا ظلاَّمُ أنْ يعقبَ الهوَى ... فتلقَى كما قدْ كنتُ فيكِ لقيتُ

وتنهَيْ فتزدادِي إليَّ صبابةً ... كما ازددتُ في حبِّيكِ حينَ نُهيتُ

ألمْ تعلمِي يا ريقةَ الوصلِ أنَّني ... شربتُ بصابٍ بعدكمْ فرويتُ

وإنِّي لخيرٍ قدْ تداويتُ بعدكمْ ... بهجرٍ لكمْ مِنْ حبِّكمْ فبريتُ

وقال آخر:

ألا ليتَني لا أطلبُ الدَّهرَ حاجةً ... ولا بغيةً إلاَّ عليكِ طريقُها

فيا حبَّذا مِنْ منظرٍ لوْ تنالهُ ... عذابُ الثَّنايا أُمُّ عمرٍو وريقُها

وقال آخر:

إذا كلَّمْتِني وكحلتِ عيني ... بعينكِ فامنَعي ما شئتِ منِّي

إذا ازدحمتْ همومِي في فؤادِي ... طلبتُ لها المخارجَ بالتَّمنِّي

وقال آخر:

ألا ليتَ بعدَ الموتِ أُنشرُ نشرةً ... فأنظرَ ما شمطاءُ صانعةٌ بعدِي

أترعَى وصالَ العهدِ بيني وبينَها ... فذلكَ ظنِّي أمْ تغيَّرُ عنْ عهدِي

وقال العباس بن الأحنف

تمنَّى رجالٌ ما أحبُّوا وإنَّما ... تمنَّيتُ أنْ أشكُو إليها وتسمعَا

أرَى كلَّ معشوقينِ غيرِي وغيرَها ... قدِ استعذَبا طعمَ الهوَى وتمتَّعا

وإنِّي وإيَّاها علَى حدِّ رقبةٍ ... وتفريقِ شملٍ لمْ نبتْ ليلةً معَا

وإنِّي لأنهَى النَّفسَ عنها ولمْ تكنْ ... بشيءٍ منَ الدُّنيا سواها لتقْنَعا

وقال جميل:

ألا ليتَنا نحيَى جميعاً وإنْ نمتْ ... يجاورُ في الموتَى ضريحِي ضريحُها

فما أنا في طولِ الحياةِ براغبٍ ... إذا قيلَ قدْ سُوِّي عليها صفيحُها

أظلُّ نهارِي مُستهاماً ونلتَقِي ... معَ اللَّيلِ رُوحي في المنامِ وروحُها

وقال أبو بكر عبد الرحمن الزهري:

ولمَّا نزلْنا منزلاً طلَّهُ النَّدى ... أنيقاً وبستاناً منَ النَّورِ حاليا

أجدَّ لنا طيبُ المكانِ وحسنهُ ... مُنًى فتمنَّينا فكنتِ الأمانيا

وقال مزاحم العقيلي:

وددتُ علَى ما كانَ منْ شرفِ الفتَى ... وجهلِ الأمانِي أنَّ ما شئتُ تفعلُ

فترجعَ أيَّامٌ مضينَ بنعمةٍ ... علينا وهلْ يُثنَى منَ العيشِ أوَّلُ

وقال جرير:

أُؤمِّلُ أنْ أُلاقيَ آلَ ليلَى ... كما يرجُو أخُو السَّنةِ الرَّبيعا

فلستُ بنائمٍ إلاَّ بهمٍّ ... ولا مستيقظاً إلاَّ مَروعا

وقال آخر:

فما مسَّ جنبِي الأرضَ إلاَّ ذكرتُها ... وإلاَّ وجدتُ ريحَها في ثيابيا

فيا ربِّ إنْ كانتْ عروضُ هيَ المُنى ... فزنِّي بعينيها كما زِنتَها لِيا

وقال سعد ذلفاء:

<<  <   >  >>